الحوار هو الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما جري وما يجري من أحداث خصوصا منذ يوم الجمعة الماضي في المقطم‏,‏ ثم في مدينة الإنتاج الإعلامي, أثار مخاوف المصريين من الدخول في حالة من الفوضي التي قد تؤدي إلي نتائج كارثية, في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المصري من تدهور مخيف وصل إلي القاع.
إننا نسأل: ماذا أصابنا لنبتلي بعد ثورة52 يناير السلمية, التي شهد لها العالم كله بهذا المرض العضال المسمي بالانقسام؟
لماذا فقدنا لغة الحوار, وقبول الآخر؟ ولماذا يشكك كل طرف في نيات الطرف الآخر؟ ولماذا فقدنا القدرة علي التفكير, وأصررنا علي عنادنا, وضربنا بمشكلاتنا الأساسية عرض الحائط؟ مشكلاتنا من فقر, وبطالة, وتوقف عجلة الإنتاج عن الدوران, ومشكلات سيناء وهي الجزء الغالي من أرضنا.
تفرغنا للمهاترات, وتركناها فرصة ذهبية ومناخا مناسبا للعناصر الإرهابية.
كل ما نخشاه أن يوقعنا هذا الانقسام في الرؤي والرؤية في حرب أهلية, وهدم لمؤسسات الدولة بدلا من بنائها والرقي بها.
ومن هذا المنطلق, فإننا ندعو جميع أطياف المجتمع المصري بمختلف تياراته وأحزابه وقواه الوطنية, الجلوس حول مائدة الحوار لمناقشة نقاط الخلاف للوصول إلي حل وسط يرضي الجميع, لأنه هو السبيل الأمثل للخروج من تلك الأزمة التي تواجه الوطن, وأن يخرج هذا الحوار برسائل إيجابية حاسمة التطبيق حتي يلمسها رجل الشارع البسيط الذي يئن تحت وطأة الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية, التي يمر بها الوطن.
ولابد أيضا من مصالحة وطنية بين جميع التيارات لتغليب المصلحة العليا للوطن علي المصالح الفئوية والحزبية الضيقة, لأن الظروف التي يمر بها الوطن لا تحتمل أي تأجيل لتلك المصالحة.

Email