قمة ناجحة بكلّ المقاييس

ت + ت - الحجم الطبيعي



القمّة العربية التي استضافتها الدوحة تحت عنوان "قمة الوضع الراهن وآفاق المستقبل" خرجت بنتائج على قدر ما يأمل المواطن العربي من اجتماع قادة الأمة العربية، فالمواضيع التي كانت مطروحة على طاولة البحث كانت تزخر بآمال وهموم العرب التي كانت تبحث عن حلول للأزمات الراهنة والإعداد للمستقبل لضمان غدٍ أفضل للأجيال العربية القادمة.

لا شك أن الأمة العربية تعاني في الوقت الراهن من عدة تحديات مازالت عصيّة عن الحل، وعلى رأسها القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، كما قال عنها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى في مستهل كلمته التي خاطب بها الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين في الدوحة إنها تشكل مفتاح السلام والأمن والاستقرار في المنطقة فلا سلام إلا بحل هذه القضية حلاً عادلاً ودائمًا وشاملاً يلبّي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولأن فلسطين في قلب كل عربي تقدم سمو الأمير باقتراح عقد قمة عربية مصغرة بحضور حركتي فتح وحماس من أجل إتمام المصالحة وتشكيل حكومة وحدة من أجل مواجهة الأطماع الإسرائيلية المتمثلة بابتلاع الأرض الفلسطينية من خلال الاستيطان والعمل الدؤوب ليل نهار لتهويد القدس الشريف.

ولأن القدس مسؤولية الأمة العربية والإسلامية فإن تفعيل قرارات قمة سرت التاريخية بدعم إنشاء صندوق القدس برأسمال قدره مليار دولار واجب على الدول العربية، وفي هذا الصدد أعلن سموه عن استعداد دولة قطر للمساهمة بمبلغ ربع مليار دولار.

سوريا العروبة كانت حاضرة بقوة في اجتماعات القمة، ولعل أبرز ما أنجز فيها هو عودة المقعد السوري في القمة للشعب السوري صاحب الحق الشرعي بالتمثيل ، فالموقف التاريخي لسمو الأمير بدعوة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب لمخاطبة الأمة العربية من خلال منبر الدوحة كان له الأثر البالغ في نفوس الشعوب العربية التي تضامنت ما زالت تتضامن مع أهل سوريا في ثورتهم ومحنتهم، فكلمة الخطيب نزعت الشرعية التامة عن النظام الفاشي وهو بمثابة التمهيد للاعتراف الدولي الواسع بالمعارضة السورية بجميع أطيافها، ثم إن الخطيب عرض أهداف الثورة السورية التي لن تحيد عنها من أجل غدٍ أفضل لسوريا بعيدًا عن الأسد ونظامه.

سمو الأمير ركز في كلمته على الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها دول الربيع العربي، مطالبًا الجميع بالوقوف بجانبها من منطلق المسؤولية الإنسانية والقومية، داعيًا الجميع لدعم نجاح الأنظمة الديمقراطية التي أفرزتها الثورات العربية التي قامت في الأساس استجابةً لتطلعات الشعوب بالعيش بكرامة بعيدًا عن القهر والكبت والاستبداد والفساد.
 

Email