استقالة في غير توقيتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرار استقالة أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من رئاسة الاتئلاف قرار جاء في غير توقيته وأنه مهما كانت الدوافع والأسباب فانه غير مبرر ويضر بخطوات الثورة السورية ولذلك فان المطلوب كما دعا معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن يعيد الخطيب النظر في هذه الاستقالة والتى جاءت في وقت دقيق ومهم خاصة أنها جاءت متزامنة مع تحضيرات القمة العربية التي تستضيفها الدوحة والتي كان يرجو العرب والمؤيدون للثورة السورية أن تضع الخطوات اللازمة للاعتراف الدولي بالمجلس وبالحكومة السورية المؤقته التي تم اختيار غسان هيتو رئيسا لها خلال اجتماع للمعارضة السورية باسطنبول.

من المؤكد أن قرار معاذ الخطيب بالاستقالة من رئاسة المجلس سيكون له انعكاسات سالبة خاصة وأن الخطيب قد أجمع عليه الجميع لرئاسة الائتلاف باعتباره شخصية مقبولة لجميع مكونات المعارضة السورية وأنه أنجز مهام عديدة لصالح الثورة التي نالت الاعتراف العربي والإقليمي ولذلك فانه من المهم أن يعيد الخطيب النظر في قضية الاستقالة خاصة وأن التحضيرات تجري لمنح المعارضة المقعد السوري في القمة العربية، الأمر الذي يمكن الائتلاف الوطني من نيل الاعتراف الدولي والإقليمي بعدما نال رسميا اعتراف العرب.

الثورة السورية تمر حاليا بمنعطف خطير فاستقالة الخطيب المفاجئة قد تتسبب في شرخ داخلي لدى مكونات الائتلاف وإن رفض الائتلاف قبول الاستقالة موقف إيجابي يؤكد انه لابديل أمام الخطيب إلا الانصياع لرغبة الثوار والتراجع عن استقالته لان الائتلاف هو المسؤول عن هذه القضية وليس رئيسه منفردا.

من المهم أن يدرك قادة الائتلاف الوطني ومن بينهم رئيسه معاذ الخطيب أن الشعب السوري أمام فرصة تاريخية مهمة بعد عامين من التضحيات ضد نظام الطاغية بشار الاسد واقتراب قطف ثمار النضال وأن هذه المرحلة الدقيقة لاتتحمل اية هزة سواء كانت استقالات او خلافات داخلية، فالمطلوب تكاتف جهود الثوار والمعارضين بمختلف تشكيلاتهم لإنجاح الحكومة المؤقتة حتى تتمكن من تولي مسؤوليتها في إدارة المناطق المحررة وتنال الاعتراف الدولي والذي من خلاله يمكن حشد الدعم العسكري للجيش الحر لدحر قوات الاسد وتحرير ما تبقى من أراضي سوريا.

المطلوب حاليا وبشكل فوري عدم منح نظام الاسد والداعمين له من قوى إقليمية او دولية أي مبرر للنيل من الثورة،فاستقالة الخطيب في هذا التوقيت الحساس والدقيق الذي تعيشه الثورة ومحيطها العربي اذا لم يتراجع عنها ستمنح النظام الآيل للسقوط الفرصة للتنفس كما أنها تعيد خلط الأوراق من جديد خاصة أن المتربصين بالثورة كثر ولا يهمهم إلا خلق الفتن الداخلية وسط مكونات الائتلاف لغايات خاصة بهم وتراجع الخطيب عن الاستقالة يفوت الفرصة عليهم.
 

Email