قمة التحدي العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكتسب القمة العربية التي تستضيفها الدوحة يومي 26 و27 مارس الجاري أهميتها من مجموعة القضايا السياسية والاقتصادية التي تكرّس لانطلاقة جديدة تُعزّز العمل العربي المشترك في جميع المجالات، ولذلك فهي تُشكل آخر فرصة للعرب لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومن المؤمل أن تخرج بتوصيات محدّدة تُعيد للأمة العربية مجدها وعزتها، ودولة قطر التي تولت رئاستها مؤهلة لقيادة القمة بحنكة قيادتها السياسية والدبلوماسية للخروج بقرارات فاعلة تدعم التكامل العربي في جميع المجالات.

لقد كرّست دولة قطر جميع إمكانياتها من أجل ضمان نجاح القمة المرتقبة، وإن اللجان المختلفة على مستوياتها الفنية والوزارية قد بدأت عملها بدءًا بالمجلس الوزاري الاقتصادي والاجتماعي الذي بحث متابعة تنفيذ الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية التي سبق أن أقرّتها القمم العربية السابقة والصعوبات التي واجهت التنفيذ ومن بينها تحقيق الأمن الغذائي العربي ومكافحة الأمية بين النساء في الدول العربية وإنجاز منطقة التجارة الحرة العربية، ولذلك فإن هذه القمة تكتسب أهمية خاصة على الجانب الاقتصادي نظرًا لطبيعة وأهمية الملفات التي سيتدارسها القادة ومنها ملف الاتحاد الجمركي العربي الذي يُعالج مشكلات مناطق التجارة الحرّة تمهيدًا لتطبيق الاتحاد الجمركي بحلول عام 2015 بين الدول العربية.

من المؤكّد أن رئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى للقمة تعطيها دفعة قوية للنجاح بفضل ما لعبه سموه باستمرار من جهود دؤوبة لتعزيز العمل العربي المشترك، ولذلك فإن هذه القمة تُشكل تحديًا للقادة العرب بالنظر إلى الواقع العربي الحالي، كما أنها مُطالبة بالاستجابة للنبض العربي الذي ينتظر من قادته قرارات شجاعة تُعزّز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تمرّ بها المنطقة، وإن النقاشات التي خرجت بها اللجان الفنية والوزارية والتي سيُجيزها المجلس الوزاري العربي خلال اجتماعه غدًا الأحد ويرفعها كأجندة للقادة تؤكّد في مجملها التوقعات الإيجابية لخروج القمة هذه المرّة بقرارات تتواءم مع نبض الشارع العربي الذي لن يقبل بأي تهاون تجاه التطلعات المرجو تحقيقها سواء كانت في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

من المهم أن يدرك القادة العرب وهم يبحثون القضايا الراهنة أن قمة الدوحة مطالبة بأن تكرّس لواقع عربي جديد يواكب ثورات الربيع العربي ويعزّز العمل العربي المشترك في جميع المجالات، وأن القيادة القطرية قد قبلت التحدي برئاستها القمة، حيث وفّرت جميع سبل نجاحها وخروجها بقرارات تلبّي تطلعات الشارع العربي وأرجعت الكرة لملعب القادة العرب الذين سيجدون أنفسهم أمام امتحان حقيقي لا مكان فيه للفشل، خاصة أن القمة تُعقد في ظل ظروف تشهد الكثير من القضايا العربية التي تتطلب إيجاد عوامل لإنجاحها وتبديد الهموم العربية التي أصبحت تؤثر سلبًا على الواقع العربي.
 

Email