رسالة الشعب الفلسطيني لأوباما

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعرف الشعب الفلسطيني أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يزور المنطقة لا يحمل في جعبته جديداً حول استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وهم لا يحملون أوهاما حول المدى الذي يمكن أن تغير فيه زيارته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة مسار الأحداث وتحدث تغييراً في حياتهم خاصة.

الرسالة التي أراد الناشطون الفلسطينيون الذين اعتصموا على جبل البابا في منطقة العيزرية في القدس الذي تعتزم إسرائيل إقامة مشروع استيطاني عليه، ملخصها كما حملته إحدى اليافطات التي رفعوها "أوباما أنت تقف في الجانب الخطأ في التاريخ" وكفى تحيزاً ومساندة لإسرائيل".

الانحياز الأمريكي لإسرائيل ليس جديداً على الشعب الفلسطيني الذي تعود على استخدامها (حق النقض) الفيتو ضد الحقوق الفلسطينية لكن خيبة أملهم كانت كبيرة ولا شك مع الرئيس باراك أوباما الذي وعد بالأمل والتغيير فكانت النتيجة مزيداً من المستعمرات والمستوطنات ومزيداً من سياسة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني.

ما يجب أن يدركه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقع مجدداً في وهم السلام والمفاوضات وهو يرى حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبتلع أراضيه وتهود مقدساته وتنهي آخر أمل في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

المنتظر من الرئيس أوباما - الذي أكد في خطابه لدى وصوله إلى تل أبيب " أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل "أبدي" وأنه لن يكف عن الأمل برؤية "إسرائيل" في سلام مع جيرانها" ـ أن يمارس ضغطاً حقيقياً على حليفته "إسرائيل" من أجل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل كامل وأن تلتزم بمرجعية واضحة للمفاوضات تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.

ما يجب أن يعرفه الرئيس أوباما أن إسرائيل ماضية في ابتلاع الأراضي الفلسطينية وماضية في تطبيق سياسية الفصل العنصري وترفض الاعتراف بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وهي بذلك تهدد السلام والاستقرار في المنطقة وما يجب أن يعرفه أيضا أن القيادة الفلسطينية - التي ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات دون قيام إسرائيل بتطبيق التزاماتها بموجب الاتفاقات السابقة خاصة المتعلقة منها بوقف الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية - لا يمكن لها تحت أي ظرف أن تتراجع عن قراراتها لأن ذلك يعني ببساطة ضياع الحقوق الفلسطينية ويعني أنها لن تجد ما تفاوض من أجل استرجاعه من دولة الاحتلال.
 

Email