سوريا الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل انتخاب المعارضة السورية رئيسا للحكومة الانتقالية التي ستكون مسؤوليتها إدارة المناطق المحررة بداية حقيقية لولادة سوريا الجديدة القائمة على مبدأ سيادة القانون واحترام الحريات وحقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة.

المواطنون السوريون الذين يعيشون في المناطق المحررة سينتظرون استكمال تشكيل الحكومة الانتقالية المطالبة بالقيام بواجبها تجاههم من خلال إرساء الأمن وسلطة القانون ومكافحة الجريمة والحد من فوضى السلاح، وحماية المنشآت الإستراتيجية والمرافق العامة والخاصة وتفعيل القضاء والمؤسسات الإدارية والخدمية والتحكم بالمعابر الحدودية المحررة .

المهمة الملقاة على عاتق الحكومة الانتقالية ستكون ثقيلة ولا شك ونجاحها في أداء مهمتها يتطلب تضافر كل الجهود المخلصة لأبناء الشعب السوري من أجل تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة السورية ومن أجل الوفاء لدماء شهداء الشعب السوري.

إن الإعلان عن تشكيل الحكومة السورية المؤقتة يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية في تحويل التأييد والترحيب بهذه الخطوة إلى واقع عملي يلمس آثاره الشعب السوري الذي عانى طوال عامين من عمر الثورة خذلان المجتمع الدولي له وفشله من توفير الحماية له من بطش النظام.

لقد وجه رئيس الحكومة السورية المؤقتة المنتخب الشكر لقطر وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة على الدعم السياسي والمادي الذي تقدمه هذه الدول للشعب السوري لكنه طالب المجتمع الدولي بالسماح للحكومة الجديدة بشغل مقعد سوريا في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيمكن الحكومة الجديدة من استلام السفارات وتسييرها، والاعتراف بهذه الحكومة ممثلة للدولة السورية،وهو ما يعني فقدان النظام لشرعيته الدولية بعد أن فقد شرعيته الشعبية لقتله شعبه.

إن مواقف التأييد والترحيب بخطوة المعارضة السورية وإبداء التعاطف مع الشعب السوري ومطالبه العادلة في وجه نظام يمارس القتل والترويع لا تكفي لوقف المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري والتي دخلت عامها الثالث دون أي مؤشرات حقيقية على انتهائها.

المجتمع الدولي مطالب فورا بالاعتراف بهذه الحكومة المؤقتة كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري والإفراج عن الأموال المجمدة للشعب السوري في عدد من الدول وتسليمها للحكومة المؤقتة لتستعملها في تسيير شؤون الحكومة وخدماتها التي ستقدمها للمواطنين السوريين داخل سوريا وفي مخيمات اللجوء. إن خطوة من هذا القبيل ستكون كفيلة بإقناع الشعب السوري أن المجتمع الدولي لم ولن ينساهم في محنتهم.
 

Email