الحوار اليمني.. هل يصنع المستقبل؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن أمس تحت شعار (بالحوار نصنع المستقبل)، هو مرحلة جديدة لتنفيذ آلية المبادرة الخليجية التي وقعت بالرياض في 23 نوفمبر 2011 وتخلى بموجبها الرئيس علي صالح عن السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي مقابل حصوله مع المقربين منه على حصانة من الملاحقة القضائية.

من المؤكد أن المؤتمر يحظى بدعم خليجي ودولي، كما أوضح ذلك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني بقوله: "إن مجلس التعاون يؤمن إيماناً تاماً بأن الأشقاء في اليمن سوف يتفقون، وإن إخوانكم في دول المجلس معكم". أما المجتمع الدولي فإنه يعي تماماً أن أمن واستقرار اليمن ينعكس على أمن واستقرار المنطقة، لذلك عد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر المؤتمر فرصة حقيقية لمعالجة الخلافات عبر الحوار، معتبراً أن اليمن يعد الحالة الوحيدة من بين دول الربيع العربي التي انتقلت فيها السلطة بشكل سلمي.

الرئيس عبدربه هادي في افتتاح المؤتمر أوضح الرؤية المستقبلية للشعب اليمني، إذ أشار إلى أن طموح اليمنيين هو تحقيق ما فشلت فيه الأنظمة السياسية قبل خمسين عاماً، والمتمثل في دولة يمنية حديثة ومعاصرة. وهو ما يتطلب تقديم تنازلات من قبل الأطراف اليمنية كافة، حتى وإن كانت تبدو مؤلمة بمقياس اليوم، لكنها ستكون مفيدة للأجيال القادمة.
المؤتمر ـ كما يتضح من كلام الرئس اليمني ـ ليس أمامه غير النجاح، لأن يمن الحوار لن يعود كما كان قبله، ويتطلب ذلك الخروج من خنادق العصبيات الصغيرة وفتح صفحة جديدة.

اليمن اليوم على موعد مع المستقبل، فقد التأم شمل (565) عضوا وعضوة يمثلون المكونات الثمانية للأحزاب السياسية للبحث على مدى ستة أشهر في تسع قضايا رئيسية تشمل القضية الجنوبية، قضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني، ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة والحكم الرشيد وأسس بناء الجيش والأمن، إضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات.
 

Email