تايمز البريطانية .. استسلمت أخيرًا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخيرًا رفعت صحيفة تايمز البريطانية العريقة" يديها إلى الأعلى واعترفت بالخطأ" واستسلمت بعد مكابرة دامت أكثر من أسبوع ونشرت اعتذارًا كاملًا عن القصة الملفقة "لدوري الأحلام لكرة القدم" الذي قالت إن قطر تعتزم تدشينه.

القصة الملفقة التي روجت لها الصحيفة تحدثت عن أن "قطر التي ستستضيف كأس العالم 2022 ستنظم "البطولة الحلم" بمشاركة أبرز الفرق الأوروبية بحلول عام 2015.

الصحيفة أصرّت على صحة قصتها بالرغم من إعلان موقع فرنسي على الإنترنت أن هذا "السبق الصحفي" يستند لخدعة منه وأن الصحيفة البريطانية كانت ضحية لتلك الخدعة مؤكدة أنها لم تستند لأي شيء في التقرير الصادر عن الموقع الفرنسي وأنها استندت إلى بحث قام به كبير مراسلي كرة القدم لديها منذ فترة".

لقد كان بإمكان "الصحيفة التي تنطلق من تقاليد صحفية عريقة أن ترفع عن نفسها الحرج وتلتزم بتقاليدها المهنية وتتأكد من قصتها قبل نشرها من المسؤولين في اتحاد كرة القدم القطرية لكنها وفي سبيل "سبق صحفي" مجهول المصدر وغير موثق ولا يستند إلى أدلة حقيقية ارتكبت "الخطأ الجسيم" كما وصفته الصحيفة نفسها في اعتذارها ونشرت القصة التي وجدت مكانًا لها في العديد من وسائل الإعلام نقلًا عنها.

اللافت في اعتذار الصحيفة وتراجعها عن القصة التي كان قد وصفها مراسلها بأنها صحيحة بنسبة 175 مليون بالمائة ليس اعتذارها عن الخدعة بل إصرارها طيلة أسبوع على قصتها رغم أن الاتحاد القطري لكرة القدم نأى بنفسه عن تلك القصة قائلًا إنه ليس له علاقة بتلك المسألة وإنه لم يسمع عنها. وهو ما يفتح الباب واسعًا للتكهن بالدوافع الحقيقية للصحيفة من وراء نشرها لهذه القصة.

المثير أيضًا أن الصحيفة التي سخرت وسائل الإعلام الرصينة من تقريرها بعد تأكيد الموقع الفرنسي أنه جرى خداعها دشنت حملة قوية للدفاع عن قصتها وأصرت على قصتها استنادًا إلى كبير مراسليها الذي كان يقول إن مصدره جيد للغاية كما أن المعلومات جيدة للغاية وإن هناك أكثر من مكان جاءت منه هذه القصة".

لسنا في وارد تحليل الدوافع الحقيقية لنشر صحيفة تايمز هذه القصة الملفقة والأهداف التي ربما تكمن وراء نشرها وتبنيها والدفاع عن صحتها بشراسة ولكن وقوع صحيفة بمستواها في مثل هذه الخطيئة -إن أحسنا الظن بالنوايا- لا مبرر لها وخاصة أن تايمز الآن تحاول استعادة مصداقيتها التي خُدشت مؤكدة أن تراجعها واعتذارها وإقراراها بالتقصير فيما يتعلق بالقصة لقي ترحيبًا من المتابعين لها على الإنترنت.
 

Email