قطر تدعم خيارات الشعوب
أوضحت كلمة سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية في منتدى الجزيرة السابع معالم السياسة التي تنتهجها دولة قطر المنفتحة على الجميع والداعمة للشعوب وخياراتها.
لقد أكد العطية على أن دولة قطر منفتحة على كل القوى الصاعدة بالمنطقة العربية، وأنها لا تنحاز لأي قوة على حساب الأخرى، وأن السياسة الخارجية القطرية تعتمد مبدأ ومفهوم صفر أعداء، وتعمل على اكتساب الأصدقاء فقط، وتؤمن بأهمية التقارب بين كل الدول.
لقد قدم سعادة الوزير مثالين جليين على احترام قطر لخيارات الشعوب يتمثل الأول في تعاونها في بداية الثورة المصرية مع المجلس العسكري الذي كان يتولى إدارة البلاد، حيث كانت قطر من أوائل الدول التي دعمت الشعب المصري ووقعت اتفاقيات التعاون مع مصر، لإيمانها بأن مصر القوية هي عمق استراتيجي لقطر بغض النظر عمن يأتي إلى الحكم مشيرا في الوقت نفسه إلى علاقة قطر الجيدة مع كل القوى السياسية بمصر، ولكنها تلتزم بأدبيات التعامل، حيث تلتزم بالتعامل الرسمي مع الحكومات، ومن هنا جاء تعاملها مع الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن وصلوا لسدة الحكم بالانتخابات، مضيفا أن الدعم الذي تقدمه قطر لمصر الآن هو ما جرى الاتفاق عليه مع العسكر قبل الانتخابات التي جاءت بالإخوان.
المثال الثاني الذي قدمه سعادة الوزير يتمثل في ليبيا حيث تعاملت دولة قطر مع مكونات القوى الشعبية في ليبيا خلال الثورة، لأنها كانت "ثورة بلا رأس" أما الآن فهي تتعامل مع الحكومة التي تدير البلاد وهي حكومة منتخبة جاءت بإرادة الشعب الليبي ونتيجة لثورته التي كانت دولة قطر من أوائل الدول الداعمة لها ماديا وسياسيا.
إن مبدأ "صفر مشاكل" الذي تقوم عليه سياسة دولة قطر مع جيرانها ومحيطها يؤكد الحرص القطري على إرساء علاقات التعاون والتكامل بين قطر ومحيطها بما يخدم مصالح الشعب القطري والشعوب الشقيقة والصديقة وتحقيقا لهذا المبدأ حرصت الدبلوماسية القطرية بفضل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على السعي لإقامة أفضل العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم وفي قاراته الأربع من خلال تبادل الزيارات على أعلى مستوى سياسي وتوقيع اتفاقيات التعاون والتبادل الاستثماري مع مختلف دول العالم.
إن حرص قطر على دعم خيارات الشعوب وحقها في الحرية والكرامة أكسبها احترام العالم وعزز مصداقيتها كدولة محبة للسلام تسعى بكل ما أوتيت من قوة لنزع فتيل الأزمات حتى تنعم الشعوب بالأمن والطمأنينة والتنمية.