هل يفجر أوباما مفاجأة خلال زيارته لتل أبيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أن باراك أوباما أعلن صراحة أنه لن يطلق مبادرة سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن هذا لا يلغي احتمال حدوث مفاجأة خلال زيارته إلى إسرائيل، تعيد إطلاق عملية السلام المتوقفة منذ سنوات في المنطقة، فالظروف الدولية والإقليمية متوترة، وهناك احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة يخشى كثير من المراقبين أنها باتت على الأبواب. وربما يكون اللقاء الذي عقده أوباما مؤخرا مع قادة الجالية العربية الأميركية، من بين لقاءات أخرى عقدها مع شخصيات بارزة متخصصة في الشرق الأوسط؛ مناسبة لاستقراء ما يمكن عمله في هذا الإطار.


لا شك أن لجوء أوباما إلى عدم رفع سقف التوقعات والآمال بين الفلسطينيين يأتي تجنبا لعواقب خيبة الأمل التي سيشعرون بها في حال فشل في تحقيق تقدم ملموس في عملية السلام، لكن المؤكد أيضا أن قادة السلطة في رام الله والفصائل الفلسطينية الأخرى ينتظرون زيارة أوباما، التي يفترض أنه خلالها سيزور الضفة الغربية، ليقرروا في أي اتجاه عليهم أن يطوروا نضالهم، خاصة أن الممارسات الصهيونية في الأراضي المحتلة ومحاولات الهجوم على المسجد الأقصى زادت وتيرتها بشكل غير مسبوق مؤخرا، في ظل حكومة إسرائيلية لا يبدو أنها تفكر بالسلام، لا مع الفلسطينيين ولا مع غيرهم.


المشكلة الرئيسية اليوم هي انعدام الأمل لدى الفلسطينيين تقريبا في الوصول إلى حل يضمن قيام دولتهم المستقلة في إطار حل الدولتين الموعود، هذا الإحباط سيقود إلى التصعيد ما لم تتدارك الإدارة الأميركية الأمر وتسهم في إعادة بارقة الأمل إلى الفلسطينيين. ولا يكفي في هذه المرحلة أن يعود الطرفان إلى الطاولة لمجرد المفاوضات كما كان في السابق، ما لم يتلق الفلسطينيون ضمانات أميركية تبدأ بوقف فوري لبناء وتوسيع المستوطنات، مرورا بوضع جدول زمني مقبول تتم خلاله مناقشة قضايا محددة وفق جدول أعمال يشرف الطرف الأميركي على وضعه ويلزم الطرف الإسرائيلي به.


زيارة أوباما لا تعني شيئا بالنسبة للفلسطينيين حتى لو تناول القهوة العربية في رام الله ما لم يحمل في جعبته مفاجأة توقف تدهور الوضع في المنطقة وتعيد الأمل في إمكان الوصول إلى تسوية مقبولة من جميع الأطراف.
 

Email