المملكة.. نموذج عالمي في مكافحة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل أهم ما تضمنه اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي اختتم أعماله أمس في الرياض "رفضه القاطع لأي محاولة خارجية للنيل من أمن أي دولة عربية"، وإدانته للدعم اللوجستي الذي تقدمه إيران لعمليات إرهابية في كل من البحرين واليمن، وكذلك إشادته بدور المملكة في مكافحة الإرهاب، ودعوة دوله إلى الاستفادة من تجربة برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة، أي أن معالجة الملفات المتعلقة بالإرهاب وكيفية القضاء عليه كانت أهم محاور هذا الاجتماع.

ولا شك في ذلك، فالدول العربية، بل والعالم أجمع، أصبح يعاني أكثر من أي وقت مضى من هذا الملف الشائك والمعقد، الذي تتعدد أسباب انتشاره ووسائله، وتتعدد طرق ووسائل مواجهته، وإن كانت تختلف من دولة إلى أخرى، وهو ما جعل العالم يشيد بدور المملكة في هذا الصدد، فبلادنا عانت من هذا الملف أكثر من غيرها، ولكن سياسة المملكة الهادئة والحكيمة استطاعت معالجة ومحاصرة هذا الملف، على عدة مستويات، أمنيا وثقافيا، أي أن المملكة عملت على عدة جبهات للتخلص من تبعات الإرهاب، فكثفت حملاتها الأمنية واستطاعت الإطاحة برموز وخلايا الإرهاب في البلاد، واستحدثت برنامج المناصحة، ليقينها بأن بعض من تورطوا فيه كانوا مجرد ضحايا وأدوات في أيدي الغير ممن لا يريدون الخير لهذه البلاد، وقد حقق برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة نجاحا أذهل الكثير من دول العالم، وبات أنموذجا يحتذى في هذا العمل.

ولم تتوقف المملكة عند ذلك، بل راهنت على نخبة صالحة من العلماء والدعاة والمفكرين ورجال الإعلام لإظهار وجه الإسلام الحقيقي، القائم على التسامح والعدل والانفتاح، وهو نهج الإسلام الذي اختارته المملكة عقيدة ودستورا.

كما قام خادم الحرمين - في خطوات استباقية وتاريخية - بتبني مركز للحوار بين الأديان والثقافات، وكذلك مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، كخطوة لإشاعة القيم الإنسانية وتحقيق الأمن والسلام العالميين، ومن هنا فإن المأمول من المجتمع الدولي أن ينهض بواجبه أيضا في دعم هذين المركزين، وأن يواكب توجه المملكة الجاد في القضاء على الإرهاب وإشاعة السلام في أرجاء المعمورة، وهو ما أكد عليه المجلس أيضا في ختام اجتماعه بالأمس.
 

Email