القمة العربية في الدوحة

ت + ت - الحجم الطبيعي



تستعدّ الدوحة في الثلث الأخير من شهر مارس الجاري لاستضافة القمة العربية التي تُعقد في ظروف دقيقة وفي مرحلة لم يعهدها العالم العربي من قبل يتمثل ذلك في حجم التحدّيات التي تُلقي بظلالها على المنطقة.

القمة المقبلة التي سترأسها دولة قطر ستكون كما يبدو من خلال الموضوعات شديدة الأهمية المدرجة على جدول أعمالها قمة مفصليّة في تاريخ العالم العربي ستترتب على القرارات التي سيجري اتخاذها في حال تمّ تطبيقها تغيّرًا كبيرًا في المشهد السياسي وفي الدور الذي ستلعبه مؤسسة القمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بيّن أن ثلاث قضايا رئيسيّة سيجري بحثها خلال القمة هي: سبل تطوير وإصلاح جامعة الدول العربية ومنظومة العمل العربي المشترك.

والوضع الخاص بالقضية الفلسطينية، والوضع في سوريا باعتبارها الأزمة الحادّة والحالة التي لم يتوصّل العالم والمجتمع الدولي إلى أسلوب لحلها.

قمة الدوحة -كما يبدو- ستكون قمة مواجهة التحدّيات وقمة الإصلاح والتطوير في العالم العربي. فالقمة العربية في الدوحة مطالبة شعبيًّا بمقاربة حقيقيّة وجديدة في التعاطي مع الملف الفلسطيني وهو ما تُوضّحه تصريحات الأمين العام للجامعة العربية الذي يتحدّث عن السعي لإنهاء النزاع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وليس إدارته، وأن يتركّز العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في إطار زمني محدّد، وهو القرار الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب في السابع عشر من نوفمبر الماضي ويتمّ بحثه الآن مع مختلف الدول صاحبة القرار والتأثير في المجتمع الدولي.

القضية السورية ستحتلّ أيضًا جانبًا مهمًّا من المشاورات التي ستشهدها القمة العربية المنعقدة في الدوحة فالمأساة السورية والنزيف السوري الذي لم يتوقف منذ عامين يقضّ مضاجع كل الشعوب العربية وكل إنسان صاحب ضمير والمسؤولية ثقيلة على مؤسسة القمة المطالبة بقرارات توقف شلال الدم وتُحافظ على بقاء سوريا ومستقبلها ومستقبل شعبها.

لا شكّ أن إصلاح الجامعة العربية والدفع باتجاه جعلها أكثر تأثيرًا وفاعلية فيما يخصّ الوضع العربي بحيث يلمس الشارع العربي أثرها ودورها في الدفاع عن المصالح العربية وفي الحفاظ على الأمن القومي العربي تبدو من القضايا الملحّة التي تحتاج من القادة العرب الذين سيجتمعون في الدوحة قرارات مفصليّة.

الدوحة التي تُرحّب بحرارة باحتضان أشقائها العرب في بلدهم الثاني قطر لن تدخّر جهدًا في الدفع باتجاه أن تكون القمة العربية في الدوحة قمة مفصليّة وتاريخيّة تُعيد وضع العالم العربي على المسار الصحيح.
 

Email