الحكومة السورية الموقتة المرتقبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي الاجتماع الذي يعقده الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد غد في إسطنبول ليشكل – كما يفترض - مرحلة مختلفة من كفاح الشعب السوري من أجل حريته، وعلى المجتمعين أن يكونوا على مستوى المسؤولية في الخروج بحكومة موقتة توافقية ينتظرها الجالسون تحت القصف واللاجئون قبل الدول العربية ودول العالم، فالعرب سوف يسلمون الائتلاف مقعد سورية في جامعة الدول العربية حال نجاح الائتلاف في تحقيق طلب الجامعة بحسب اشتراط وزراء الخارجية العرب على الائتلاف أن يشكّل هيئة تنفيذية.

تسليم الائتلاف الوطني مقعد سورية له أكثر من معنى، فهو من جهة اعتراف عربي شامل به ممثلا شرعيا للشعب، والاعتراف العربي بدوره مدخل لاعتراف دولي واسع قد ينتهي إلى تسليم الائتلاف مقعد سورية في الأمم المتحدة إن كان ذلك ممكنا من غير "فيتو"، لأن روسيا آنذاك لن تتردد في استخدام "الفيتو" لحماية النظام والإبقاء عليه ضمن المنظمة الدولية.

إلى ذلك، حين يكون لدى الائتلاف وبالتالي الشعب السوري حكومة وإن كانت موقتة، فإن باب تسليح الثوار سوف ينفتح بدءا من الدول العربية التي لم تمانع فيه خلال اجتماعات جامعة الدول العربية الأخير في القاهرة، أو دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وغيرها، فالمقاتلون أحوج ما يكونون اليوم لمضادات جوية تمنع الطائرات من قصف الناس وترد صواريخ "سكود" التي تنهمر على الأبنية السكنية ملحقة بالمواطنين السوريين أكبر قدر يستطيعه النظام من الدمار.

كل ما سبق يعني أن على الائتلاف أن يرتقي إلى الواقع ويحسم مسألة تشكيل الحكومة، فالاجتماعات الدولية لن تسفر إلا عن تمديد زمن الأزمة ومعاناة البشر، مثل اللقاء الذي سوف ينعقد في العاصمة البريطانية لندن نهاية الأسبوع الجاري ويجمع المبعوث الروسي لسورية ميخائيل بوجدانوف مع نظيره الأميركي وليام بيرنز والمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي لمناقشة الأزمة في سورية، فالموقف الروسي

واضح ويبدو أنه لن يتغير، وهو التمسك بالرئيس بشار الأسد حتى النهاية، أو حتى لحظة شعورهم بأنه انتهى، عندها في الغالب سوف تتغير الأوضاع وتعود روسيا إلى صوت العقل، لكن بعد أن يكون الشعب السوري قد دفع عددا إضافيا من الضحايا.
 

Email