حتى نتجاوز أزمة اللاجئين السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

  
عندما أعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي عن توقعاتها بأن عدد اللاجئين السوريين الهاربين من أتون العنف والقصف والدمار في بلادهم سيصل إلى مليون لاجئ في يونيو 2013، كانت تبني توقعاتها على أساس تسلسل الأحداث خلال العامين الماضيين لكنها كانت مخطئة. فقد تجاوز عدد اللاجئين السوريين الآن المليون، قبل أكثر من ثلاثة أشهر من توقعات الأمم المتحدة.


والحديث عن مليون لاجئ، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، يعني الحديث عن مليون إنسان جائع مشرد خائف يحتاج إلى كل مقومات الحياة البشرية. وحل أزمة اللاجئين، رغم كل الجهود الطيبة المبذولة من بعض الجهات لحلها، لا تزال تواجه مشكلتين رئيسيتين: المشكلة الأولى هي تزايد أعمال العنف في سورية واتساع رقعة النزاع إلى مناطق جديدة في البلاد كل يوم. حتى المناطق التي كانت تعتبر آمنة نسبيا بالأمس تتحول فجأة إلى ساحة صراع دامية ويتدفق الناس هربا منها بعد أن كانوا يتدفقون إليها بحثا عن الأمان.


السبب الثاني في تفاقم أزمة اللاجئين هو نقص المعونات الإنسانية والدعم الكافي لمناطق تواجدهم في دول الجوار. حتى ملايين النازحين الذين لا يزالون داخل سورية بحاجة ماسة إلى المعونات الإنسانية حتى لا يضطروا للخروج واللجوء إلى المعسكرات خارج بلادهم، التي باتت تحوي أكبر من طاقة استيعابها، وبدأت المشاكل الصحية والاجتماعية تطغى أحيانا حتى على الفقر والجوع بسبب عدم وجود الرعاية الكافية.


الأزمة السورية تكاد تدخل عامها الثالث ولا توجد بارقة أمل على حل يخرجها من المتاهة الدموية التي دخلها السوريون أو أدخلوا إليها مكرهين. وإذا كانت الأطراف المتصارعة تأبى إلا أن تصعد الصراع بحثا عن نصر واهم، فإن واجب المجتمع الدولي، وفي المقدمة الدول العربية والإسلامية، أن تسهم في تخفيف معاناة أكثر من اضطروا للهروب وترك بيوتهم التي تهدمت، ولجؤوا إلى مناطق أكثر أمنا سواء داخل سورية، حيث نزح حوالي 4 ملايين داخل البلد، أو خارجها، حيث تجاوز عدد اللاجئين المليون شخص وفق إحصاءات الأمم المتحدة.


إن توفير أبسط أنواع الحياة الكريمة للاجئين والنازحين السوريين أضعف الإيمان، وإذا كان الأجنبي يقدم المعونة تفضلا، فهي حق لهم على إخوتهم العرب والمسلمين.
 

Email