تكريس شرعية المعارضة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُشكل قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، بأن يشغل الائتلاف الوطني السوري المُعارض مقعد سوريا في الجامعة ودعوة الائتلاف الوطني السوري المعارض لاختيار ممثل له لحضور قمة الدوحة في وقت لاحق هذا الشهر، تكريسًا لشرعية المعارضة السورية المُمثل الحقيقي للشعب السوري وتطورًا إيجابيًا في الموقف العربي الرسمي تجاه الشعب السوري الذي يتعرّض للقتل على أيدي النظام منذ عامين كاملين.

لقد فقد النظام السوري، من خلال هذا القرار الذي يُعدّ اعترافًا عربيًا رسميًا بأمر واقع، شرعيته تمامًا فمن يقتل شعبه بالطائرات وصواريخ سكود لا يمكن أن يُمثله في المحافل العربية والدولية.

إن قرار جامعة الدول العربية بترك الخيار للدول العربية في حرية تقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية هو انحياز حقيقي للشعب السوري الذي يدافع عن نفسه في وجه نظام يستخدم القتل ضدّ شعبه، فالنظام هو الذي اختار الحل العسكري في مواجهة الثورة السورية وكان ذلك خياره الأول والأخير استخدام القتل والعنف لإخماد الثورة السورية وإجهاض كل المبادرات التي تقدّمت بها الجامعة العربية لحل الأزمة السورية والاستجابة لمطالب الشعب السوري العادلة. فالقرارات العربية منذ بداية الأزمة كانت تسعى إلى حل الأزمة سلميًا ولم تكن سببًا في بحور الدماء التي صنعها بشار الأسد ونظامه من خلال رفضه لكافة الحلول والقرارات التي أصدرتها الجامعة العربية.

لقد حمّل معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القيادة السورية مسؤولية التدمير وبحر الدماء الذي تشهده سوريا والذي خلّف آلاف الضحايا، فنظام بشار الأسد هو الذي أوجد بحار دماء وهو الذي يقصف المدن السورية والشعب السوري بصواريخ سكود، وهو الذي رفض كل الحلول بشكل وديّ وأخوي.

إن تسويف ومماطلة النظام السوري ورفضه وقف العنف واستمراره في استخدام الطائرات والصواريخ في قصف المدن والبلدات السورية فاقمت من الأوضاع الإنسانية للمواطنين السوريين وأدّت إلى نزوح الملايين من مدنهم وبلداتهم وقراهم ولجوء أكثر من مليون مواطن سوري إلى دول الجوار هربًا من القتل.

لقد آن للمجتمع الدولي الذي وقف عاجزًا طيلة عامين كاملين عن حماية الشعب السوري أن يتحمّل مسؤولياته الأخلاقية ويتغلّب على انقساماته ويُسارع إلى تقديم العون والمساعدة للشعب السوري للتخفيف من معاناته سواء داخل سوريا أو خارجها في مخيمات اللجوء، كما أن الواجب يستدعي سرعة التحرّك للضغط على النظام لإجباره على وقف القتل والرضوخ لمطالب الشعب السوري وحقه في اختيار من يُمثله ويحكمه.
 

Email