مطلوب أفعال لا أقوال

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجميع يتحدّث عن ضرورة حلّ الأزمة السورية التي وصفها وزير الخارجية السعودي بأنها أصبحت أزمة عالمية ولكن رغم ذلك فإن الأوضاع تزداد سوءًا والنظام يُحاول شراء الوقت لتنفيذ مخططاته فيما يُعاني الشعب السوري ويلات الحرب من قتل وتدمير ونزوح ولجوء ولذلك فإن المطلوب من المجتمع الدولي الذي بدأ يتحرّك، أفعال وليس أقوالاً وإن ذلك مرهون بتحرّك دولي عاجل خاصّة بعدما وضع المجتمع الدولي قضيّة دعم الشعب السوري في الاتجاه الصحيح من خلال لجنة أصدقاء سوريا التي أنهت أعمالها قبل يومين بالعاصمة الإيطالية روما.

إن التحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنيف من أن الحلّ العسكري بسوريا سيقود إلى تفكّكها ينبغي ألاّ يُؤثر على الدعم العربي وأصدقاء سوريا على الثوار في توفير الإمكانات التي التزموا بها باعتبار أن القضيّة ليست في الحل العسكري أو السياسي وإنما في تعنّت النظام الذي رفض كل الحلول السياسيّة وتمسّك بالحلّ العسكري ما وضع الشعب السوري أمام خيار واحد لا بديل له وهو حمل السلاح في مواجهة الإبادة من نظام لا يرحم ولا يُريد لشعبه أن يعيش بحرية.

من المهم أن يُدرك المجتمع الدولي أن أزمة سوريا هي صنيعة النظام وأن الحوار لحلها لن يتمّ إلاّ بالضغط عليه وإرغامه على وقف جميع عمليّات القتل والتدمير والإبادة التي ظلّ يُمارسها على مدى أكثر من 18 شهرًا ضدّ شعبه ولذلك فإن المطلوب أوّلاً توحيد إرادة المجتمع الدولي للضغط على النظام لوقف حرب الإبادة ومن ثمّ إرغامه على ترك السلطة وتمكين المعارضة السورية بجميع أطيافها من تحديد مستقبل الوطن .

من المؤسف أن يتحوّل مجلس الأمن إلى الشاهد الصامت كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بالقضيّة السوريّة وهو يُدرك حجم الجرائم المفزعة التي ارتكبها النظام ضدّ شعبه، فمن المؤكّد أن مثل هذا الموقف يمثل عارًا للمجتمع الدولي فليس من المقبول أن يستمع المجلس في كل مرّة إلى تقارير مبعوثين دوليين حول الأزمة ولا يتحرّك وهو يُدرك حجم المأساة التي تفاقمت بسبب تقاعس المجلس وفشله في الوفاء بالتزاماته تجاه مأساة الشعب السوري.

إن دعم الشعب السوري عسكريًّا أصبح واجبًا دوليًّا وينبغي على العرب القيام به قبل أن يُدخل الأسد سوريا في حرب أهليّة طائفيّة ولذك فإن المطلوب تحويل نتائج اجتماعات روما والذي اتفق جميع المشاركين فيه على توفير وسائل الدعم العسكري للثوار من أجل حماية الشعب السوري إلى أفعال وليس أقوالاً، فالمعركة السورية أصبحت معركة عالمية وإن التحرّك يجب أن يكون جماعيًّا وإن اجتماع روما وضع إطارًا للتحرّك الجماعي من أجل إنقاذ الشعب السوري من الإبادة وذلك مرهون أيضًا بتوحيد رؤى المعارضة بجميع أطيافها وتسريع تكوين حكومة انتقاليّة لإدارة المناطق المحرّرة.
 

Email