جهود متكاملة للحد من الحوادث المرورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تتطور فيه الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتتحول فيه العديد من الكماليات، ومنها السيارات، إلى أساسيات في حياة الأسر، ومع ازدياد حالات الازدحام على الطرق، تزداد حوادث السير، وتزداد الخسائر والسلبيات التي تتركها في حياة الافراد والأسر، وفي حياة المجتمع ككل في النهاية، نظرا لأن فقدان الأرواح لإعداد متزايدة من الشباب في عمر الزهور ليس هو الخسارة الوحيدة، بل إن الأضرار والعاهات التي تتركها الحوادث في أجسام وحياة مصابي الحوادث، والتكلفة الاقتصادية والاجتماعية أيضا لمن تتعطل حياتهم بدرجة أو بأخرى بسبب الحوادث، تعد نزيفا مستمرا أيضا، يحرم المجتمع من جهد وعطاء عدد غير قليل من الشباب.

وأمام هذا الوضع، الذي وجه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - انتباه الجميع إلى الاهتمام به، فان شرطة عمان السلطانية، التي تسعى جاهدة للقيام بدورها ومهامها المنوطة بها، لم تدخر وسعا من أجل العمل بمختلف الوسائل للحد من حوادث السير، ليس فقط من خلال العناية بأساليب التوعية للنشء وللسائقين، والمواطنين بوجه عام، ومن خلال العناية بالوسائل الوقائية للحد من الحوادث، ولكن أيضا من خلال زيادة وسائل الأمان والمتابعة للحركة المرورية على محاور الطرق المختلفة، والعمل على تسهيل الحركة، بالإضافة إلى إعادة النظر في بعض المخالفات والشروط اللازمة لمنح تراخيص السير، والتعاون مع الجهات المعنية الأخرى لتطوير الطرق، وخاصة النقاط التي تتكرر فيها الحوادث، ودراسة الأسباب المرتبطة بذلك، مع زيادة تواجد خدمات الإسعاف للإسراع بنقل المصابين في أسرع وقت ممكن، وفور الإبلاغ عن وقوع الحوادث، وهو ما يقلل في الواقع من الخسائر التي يمكن أن تترتب على مرور وقت قبل نقل المصابين لأقرب مستشفى.

وفي هذا الإطار أيضا فان شرطة عمان السلطانية تتبع في الواقع حزمة من الإجراءات والخطوات للحد من حوادث السير من ناحية، ولتحقيق أعلى درجة من الأمان لكل مرتادي الطرق، من مشاة وقائدي مركبات، وحث كل مرتادي الطرق على الالتزام باجراءات وتعليمات السلامة، لهم ولغيرهم كذلك من ناحية ثانية. ويأتي نشر أجهزة ضبط السرعة لرصد السرعة الزائدة وضبط المتهورين في السياقة، وكذلك المركبات المخصصة للمراقبة المرورية، والعناية بالبحوث العلمية، بالتنسيق مع مجلس البحث العلمي، وتبادل المعلومات المرورية مع شركات التأمين، وغير ذلك من الإجراءات لكي يوفر مزيدا من السلامة على الطرق، ويقلل من أعداد الحوادث، ويحد من أعداد القتلى والجرحى بسببها.

ومع تقدير جهود شرطة عمان السلطانية فان ذلك لا يغني عن الدور الحيوي الذي يجب أن تقوم به الأسرة من اجل توعية أبنائها وحثهم على ضرورة الالتزام بقواعد المرور وقواعد السلامة خلال استخدامهم للطريق ليعودوا سالمين.

Email