جولة كيري في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري التي ستأخذه إلى تسع دول في أوروبا والمنطقة العربية من بينها دولة قطر التي سيختم جولته فيها فرصة أمام الدبلوماسية الأمريكية لإعادة النظر في خياراتها وأدائها خاصة في القضايا التي تهم المنطقة العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية التي فشلت إدارة أوباما في ولايته الأولى في تحقيق إنجاز فيها والوفاء بوعد حل الدولتين الذي تتبناه إدارة أوباما دون أن تتبعه بأية ضغوط حقيقية على حليفتها "إسرائيل" تمنعها من تعطيل المفاوضات مع الفلسطينيين لإصرارها على مواصلة الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تطورات القضية السورية ستحتل حيزاً كبيراً في جولة كيري وخاصة في الجزء العربي منها فمواقف الإدارة الأمريكية لم ترتق إلى ما تردده واشنطن عن حقوق الشعوب في التغيير والديمقراطية، فإدارة أوباما اكتفت بإدانة عمليات القتل التي يتعرض لها الشعب السوري على يد نظامه ودعوة رئيس النظام للرحيل عن السلطة وتقديم مساعدات إنسانية غير قتالية رافضة تسليح المعارضة التي تدافع عن الشعب السوري في وجه نظام يحظى بغطاء سياسي روسي - صيني في مجلس الأمن الدولي رغم أنه يمارس إبادة جماعية بحق شعبه.

جولة كيري في المنطقة واللقاء مع زعمائها لن يكون لقاءً تعارفيا، فالوزير كيري ليس غريبا عن المنطقة وقضاياها فهو خدم 28 سنة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وقام بمهمات عديدة في أفغانستان وباكستان والسودان، وهو أكثر خبرة في مجال السياسة الخارجية من معظم الذين سبقوه وبالتالي فإن الفرصة سانحة أمامه بعد لقائه مع نظرائه في المنطقة لإعادة النظر في مجمل مواقف الإدارة الأمريكية التي لا تلقى بالتأكيد الرضا والقبول لدى شعوب المنطقة التي تتطلع لمواقف أكثر إنصافا في العديد من القضايا العادلة.

زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى دولة قطر ولقائه بالمسؤولين فيها من المتوقع أن تبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الأزمة السورية والوضع في أفغانستان على ضوء المفاوضات التي تلعب الحكومة القطرية دورا مهما فيها مع حركة طالبان لإيجاد مخرج للأزمة الأفغانية وهي تعد فرصة ثمينة ليسمع كيري من القيادة القطرية تقييمها لمجمل التطورات في المنطقة والدور المتوقع لإدارة أوباما في ولايته الثانية فيما يختص بالقضايا العربية.
 

Email