ليت أوروبا تسمع ما نقول

ت + ت - الحجم الطبيعي

  لا يمكن مساواة الجلاد بالضحية، لكن أوروبا ساوت بين نظام سوريا القمعي وبين طلاب الحرية والكرامة، حين منعت السلاح عن الجانبين.

القرار الأوروبي «قرار غير صائب» على الإطلاق وفقًا لمعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.. وهو قرار يوسع من دائرة الدم، ويطيل من عمر الأزمة.. تلك الأزمة التي يدفع ثمنها غاليًا الشعب السوري العظيم، وليس هنالك أغلى من الدم، بكل تأكيد.

القرار الأوروبي، يكشف بوضوح- ونظام الأسد يسيّل المزيد من أنهار الدم- أن اتحاد هذه القارة التي ذاقت، في تاريخ ما، جملة من الفظائع، لا يعنيها كل هذا الدم الذي سال، ولا يزال يسيل في سوريا.. لو كان يعنيها- حقيقة-

لما كانت قد توصلت إلى ما كانت قد توصلت إليه.. بل لو كان يعنيها، لكانت قد خرجت بقرار تزويد الثوار بالسلاح، ذلك الذي يتيح لهم الدفاع عن النفس، على أقل تقدير.

ثوار سوريا، الذين بحت أصواتهم وهم يستصرخون ما يسمى بالعالم الحر، لأن يتدخل دعمًا للحياة، تلك التي يسترخصها لشعبه الأسد وشبيحته.. وتسترخصها آلته الفظائعية، لن يفت من ساعد ثورته الجبارة، القرار الأوروبي، والثورة قد قطعت كل هذا الشوط العظيم باتجاه الحرية والكرامة.. والثوار قد أحرقوا كل مراكب الرجعى إلى نظام الرئيس الذي لا يستحي.. بل لا يتورع في التنكيل بشعبه، حد المجازر.

ثورة سوريا، مصيرها إلى انتصار مدوٍ، سواء قررت أوروبا لاحقًا تزويد الثوار بالسلاح أم استمسكت بقرارها «غير الصائب».. نقول بذلك، والثوار بإمكاناتهم المتواضعة، التي تكبر فقط بالتكبير والتهليل والعزم والصبر الجميل، يكسبون في كل يوم جديد، أرضًا جديدة، وإلى الدرجة التي أصبحت فيه أرض الفرار، تضيق على الأسد وشبيحته.

نيران الثوار، الآن في دمشق.. بل هي الآن تطال قصر تشرين الرئاسي، في قلب العاصمة..

أو لم نقل، إن الثوار على موعد قريب من النصر..

ليت أوروبا تسمع ما نقول.
 

Email