معرض مسقط الدولي الثامن عشر للكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تتواصل فيه جهود التنمية الوطنية في كل المجالات الإنتاجية والخدمية لتحقيق كل ما يسهم في توفير المزيد من التقدم والازدهار للوطن والمواطن، حاضرًا ومستقبلاً، فإنه من المعروف على نطاق واسع، خاصة على الصعيد العماني، أن التنمية لها جانبها الذي يهتم كثيرًا بالتواصل والتفاعل الفكري والثقافي مع الآخر، وبالحوار الحضاري مع الشعوب والحضارات الأخرى من حولنا، انطلاقًا من مسؤوليتنا المشتركة في الحفاظ على سلامة وأمن وتقدم الكوكب الذي نعيش فيه جميعنا.

وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة عميقة أن مسيرة النهضة العمانية الحديثة حرصت، بتوجيه من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - ومنذ سنوات عديدة، على مد جسور التواصل الثقافي والفكري والعلمي مع الدول والشعوب الأخرى، ليس فقط من خلال الجامعات والكراسي العلمية لجلالة السلطان قابوس المعظم في عدد من أبرز جامعات العالم، أو من خلال الإسهام الملموس في تشييد عدد غير قليل من منارات العلم والثقافة والمراكز الثقافية والمكتبات في عواصم عربية وأجنبية مختلفة، ولكن أيضًا من خلال المعرض العماني للثقافة الإسلامية الذي يجوب أمهات المدن الأوروبية، ومن خلال استضافة عشرات العلماء والمفكرين والمتخصصين في أوروبا والولايات المتحدة ومناطق العالم المختلفة لإلقاء المحاضرات، والاشتراك في الندوات والمؤتمرات العلمية التي تنظمها مؤسسات فكرية وأكاديمية عمانية عديدة، والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحصى.

ثم تأتي الدورة الثامنة عشرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب التي تنطلق فعالياتها يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري، وتستمر حتى الثامن من مارس القادم، لتشكل في الواقع إضافة على جانب كبير من الأهمية لتعزيز وتعميق التواصل الفكري والحضاري مع الدول والشعوب الأخرى، ومع المفكرين والكتاب والقراء في السلطنة وخارجها كذلك. وعلى امتداد السنوات الماضية تحول معرض مسقط الدولي للكتاب إلى واحد من أهم معارض الكتاب في المنطقة، خاصة أن وزارة الإعلام ووزارة التراث والثقافة وكل الجهات المعنية تبذل كل ما يمكنها من جهود ليكون المعرض في كل دورة من دوراته على مستوى الطموح العماني، وهو طموح كبير في الحقيقة. وفي هذا الإطار فإن ما أشار إليه معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس لجنة معرض مسقط الدولي للكتاب يكتسب الكثير من الأهمية والدلالة، وهو ما يعطي الدورة القادمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب مزيدًا من النشاط والديناميكية، ليس فقط لأن هناك توسيعا وإضافة لأجنحة المعرض، وزيادة في أعداد الدول ودور النشر المشاركة في الدورة القادمة، عمّا كانت عليه من قبل، ولكن أيضًا لأنه لم يتم منع أي كتاب تم تقديمه للمعرض، ولأن الأنشطة المصاحبة للمعرض تستوعب التطور الضخم في تقنيات المعلومات وتستفيد منها لصالح العارضين والزوار، وهو ما يجعل من أيام المعرض مناسبة ثقافية وفكرية رفيعة للتواصل مع الكتاب والمثقفين ورواد الفكر في السلطنة وعلى المستويين العربي والأجنبي وهو ما يعود بالفائدة في النهاية على المواطن العماني
 

Email