مصر ورأب الصدوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تحتمل الأزمة الراهنة في مصر مزيدا من التنافر بين مكونات الجماعة الوطنية، إن بتعذر الحوار بين حزب الحرية والعدالة وكتلة المعارضة الممثلة في الانقاذ، وإن بشرخ ناشئ ويصيب حاليا العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، أو بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور، فلا يجب أن يطغى بريق السلطة بأي حال من الأحوال على ضرورة لم الشمل الوطني في هذه الظروف العصيبة، التي تؤدي إلى شلل كبير في مفاصل الحياة الاقتصادية في مصر، وهو ما يهدد حاضر وغد هذا البلد.

رأب الصدع بين مختلف المكونات الوطنية يصبح الآن المطلب الأكثر إلحاحا، ليمكن تجاوز هذه المرحلة من العمل الوطني من خلال إعادة الاستقرار إلى الشارع، والاتفاق على خطوات لتنشيط الاقتصاد المصري، لتنطلق عجلة تنميته بمعدلات تعالج نسبيا المفقود الكبير في الاحتياطي النقدي الوطني.

إن الشارع المصري لم يعد يرغب في رؤية هذه الانقسامات الحادة التي يتهشم إثرها الصف الوطني على نحو ينعكس سلبا على كافة المناشط الاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم يتعين على جميع الأطياف أن تشرع في حوار جاد وموضوعي، ومن دون شروط مسبقة، ليمكن الخروج من هذه المنزلقات، دون ايلاء الاعتبارات الحزبية أي اهتمام، بل يجب أن تكون مصالح مصر العليا هي المحور الذي يدور من حوله الحراك الوطني الفاعل والمسؤول، وهي الموضوع الأول في هذا الحوار، خاصة أن نجاح ثورة «25» يناير المصرية ستكون دافعا كبيرا يعزز من قدرة دول الربيع العربي على تجاوز المرحلة الانتقالية، والانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، كما أن التوصل إلى الاستقرار في مصر ضرورة ازاء هذه الظروف الاقليمية والتطورات السريعة فيها، ليمكن للأمة أن تنهض بالعديد من التحديات، ولتجني شعوب عربية ثمار ثوراتها.

 
 

Email