الى متى سيستمر صبر الرئيس عباس؟!!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الذي يعرف الرئيس محمود عباس على حقيقته لا بد ان يعود الى تاريخه السياسي في زمن الرئيس ابوعمار رحمه الله. فالرئيس عباس كان اكثر الزعماء التصاقاً وتاييدا لابي عمار عندما كان بقية الاخوان لا يؤيدون قراراته او يبتعدون عنه، فكان الرئيس عباس هو العقل الناصح لابي عمار. لذلك عندما يختلفان في رأي حول بعض القرارات كان الرئيس عباس ينزوي ويذهب الى بيته بكل هدوء ولا يكشف اسباب هذا الخلاف لاحد لان حبه لعرفات واحترامه له يمنعه من التكلم عن اي خلافات بينهما، وفي فترة لا تطول تعود المياه الى مجاريها وتسير الامور حسب ما يخططان له معاً.

فالرئيس عباس كان وما زال يأخذ قراراته بعد دراسة معمقة ومستفيضة والرجوع الى المعطيات الدولية في تلك الحقبة من تاريخ النضال الفلسطيني ويغير ويبدل من هذه القرارات حسب مصلحة الوضع الفلسطيني في ذلك الوقت والأمثلة كثيرة على ذلك. ولنأخذ بعض هذة المواقف.

اولا: في بيروت كان الرئيس عباس من اشد معارضين الدخول في المتاهات والتدخل في خلافات لبنانية لبنانية مزمنة منذ الحكم التركي لأنه كان يعلم ان لبنان رمال متحركه والذي يدخل في زواريبها لا يعود سالماً وهذا ما حصل لان هذا التدخل لا يصب في مصلحة قضيتنا الوطنية.

ثانيا: اوسلو... كثير من الاخوان اعترضوا على اتفاقية اوسلو وكل يوم يلعنون اسلوا اعتقادا منهم انها سبب مشاكلنا لان فيها ثغرات كثيرة ، اولها تقسيم مناطق الضفة ناهيك عن شرط التوقف عن بناء المستوطنات حتى وضع خريطة تبين مالنا وما لاسرائيل وطبعاً الاتفاقات الأمنية المجحفة وغيرها من الأمور غير العادلة.

ولكن من ناحية الاستفادة فهي كثيرة جداً اولا الاعتراف في حقنا بدولة مستقلة وهذه كانت من الأحلام , ثانيا دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة ما يزيد عن نصف مليون عنصر فعال من جميع كوادر الفصائل الفلسطينية وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا كبيرا جداً ان يعود هذا العدد ويعيش في بلده وبين أهله.

ثالثا: الشروع في انتخابات بعيدا عن المحتل وتثبيت الهوية الفلسطينية والتي لم يكن المحتل يعترف بها وهذا كله من تخطيط الرئيس عباس وموافقة واضحة من الرئيس ابوعمار( وهنا علينا ان لا نضع علامة غلطة لان هذه الاتفاقية كانت لمدة محددة ) ومع مقتل رابين بقيت هذه الاتفاقية جاثمة على صدورنا حتى الان.

وعلى الشعب الفسطيني الاطمئنان بان لقاء الرئيس عباس القادم مع الرئيس أوباما سيكون حادا وبدون اية تنازلات لأنه لم يبق شيء لنتنازل عنه، كما ان ابو مازن عنده الاثباتات والحجج والأرقام ما يجعل أوباما يقتنع لان ابو مازن اعطاه الوقت الكافي للجم المحتل ووضع حد لانتهاكاته اللامحدوة ليست فقط بما يخص القضية الفلسطينية والحل المنشود بل تحدي القوانين الدولية، بما فيها إحراج اكبر حليف وداعم لإسرائيل.

كل هذا والرئيس صامد وثابت ، ليس ضعفا منه ولكن دراية وحنكة سياسية تجعل المحتل عاريا امام العالم وخصوصاً العالم الذي يؤيد ويساند اسرائيل تاريخياً، مثل المانيا وبريطانيا واكثر دول اوروبا الغربية.

فعندما صوتت امريكا ضد قرار الجمعية العمومية كان تصويتها عن استحياء واكبر دليل على ذلك ان امريكا لم تضغط على اية دولة من دول أوروبا لتحذوا حذوها بعدم التصويت وكل هذا يعتبر مكسبا للرئيس عباس لان كل هذه القرارات تصب في المصلحة الفلسطينية.

انه من المضحك حقاً ان تكون فقط تسع دول من دول العالم ال١٩٨ دولة ترفض دولة فلسطين كعضو مراقب والانكى من ذلك ان ست دول من التسع عبارة عن جزر متناثرة في المحيط الهادي لا يتعدى عدد سكان الواحدة منها (٢٠) الف الى (٥٠) الف نسمة.

والآن عندما يستقبل الرئيس عباس الرئيس الامريكي في المقاطعة فهذا يعني اعتراف رسمي امريكي في دولة فلسطين.

اما الحديث الذي سيدور بينهما فهو حديث الصراحة والندية ولا من شك ان الرئيس اوباما ليس عنده ما يلوم او يعترض على ما قدمه الرئيس ابومازن من حلول عملية وواقعية لحل هذة القضية المزمنة والتي سببها التعنت الاسرائيلي المستفحل في عقول اليمين المتطرف والذي لا يعرف مصلحة اسرائيل.

ان الرئيس محمود عباس هو رجل الساعة والذي لوحده يستطيع ان يجابه اقوى واعتى دولة في العالم لأن كل هذه الدول تراجعت عما وعدت به والرئيس عباس الذي بقي على تعهداته الفلسطينية اولاً وعلى تعهداته الدولية كافة، ولذلك سيقول لهم ان صبره نفد وليتحمل العالم وعلى راسه امريكا نتيجة ما يحصل من فوضى عالمية نحن غير مسؤولين عنها .....!
.

Email