دارفور.. ما من السلام بد

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعوة مجلس الأمن الدولي، لحركات دارفور المتمردة التي لم تلحق بقطار سلام ذلك الإقليم السوداني،

للانضمام فورا، ودون أي شروط، لوثيقة الدوحة، دعوة ينبغي أن تنظر إليها، هذه الحركات المتمردة، بمنتهى الجدية، ليس فقط لأنها دعوة من أعلى كيان أممي معني بالسلام في العالم، وإنما لأن هذه الحركات، ستجد نفسها– عما قريب- مهمشة تماما من الدارفوريين، الذين أعطتهم وثيقة الدوحة، الأمل في الحياة الآمنة المستقرة.. وترجمت أحلامهم في التنمية والإعمار إلى واقع، لا تخطئه العين.

فرصة وراء فرصة، لاحت في الأفق، أمام هذه الحركات، للانضمام إلى قطار السلام الذي كان قد انطلق من هنا- بحكمة الدوحة ومثابرتها وتجردها واحتفاظها بمسافة واحدة مع طرفي الأزمة- لكن بعض هذه الحركات- للأسف- ظلت تجنح إلى القتال، والقتال كما تقول كل شواهد النزاعات الداخلية، لن يفضي إلى حل، سيظل في النهاية ما من سبيل إليه إلا الحوار، دون أي نوع من الشروط المسبقة، سواء كانت هذه الشروط، من هذا الطرف أو ذاك.

مما يحمد للدوحة، التي أسست لسلام دارفور، وأطلقت قطاره، أنها لا تزال حفية بهذا السلام، ولا تزال مثابرة.. تبذل الوقت والجهد والحكمة والصبر والمال، لإلحاق الفصائل المتخلفة، بالركب العظيم.. وفي ما حدث قبل أيام- هنا في الدوحة- من جنوح لحركة العدل والمساواة، للسلام، بعد جولة من المباحثات مع الحكومة السودانية، لهو خير دليل، وأصدق شاهد.

قطار السلام في دارفور، لن يتوقف إطلاقا.. سيمضي في سكته: السكة التي رسمتها وثيقة الدوحة، بمنتهى الحكمة والشجاعة، وفي يقيننا أن الحركات التي تأبت، لن تظل هكذا لوقت طويل، ذلك لأنه لن يصح- في النهاية- إلا الصحيح، وما الصحيح في هذه الحالة، إلا الاحتكام إلى العقل، واتقاء هذه الحركات لرب السلام، في أهليهم.. وفي أرضهم.
 

Email