الإرهاب.. العدو الواحد يتطلب جهودا موحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الثابت أن القضاء على الإرهاب لا يكون إلا من خلال تعاون وتنسيق دوليين على أعلى المستويات؛ ذلك أنه لا يستهدف دولا بعينها، ولا مناطق محددة، وإنما يستهدف الإنسان والمقدرات في كل مكان، لأن الإرهابي يسعى إلى التخريب والقتل بأي طريقة، وفي أي مكان، دون أن ينظر إلى جنس المتضرر أو توجهاته.

أمس، بدأت ـ في الرياض ـ أعمال المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأمم المتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب، بهدف مناقشة أربع ركائز رئيسة للإستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب، والموزعة على أربع جلسات، تتناول كل جلسة منها ركيزة من هذه الركائز، وهي: التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، وتدابير منع الإرهاب ومكافحته, والتدابير التي تعمل على بناء قدرات الدول لمنع الإرهاب ومكافحته، وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا المجال, والتدابير التي تضمن احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه الركيزة الأساسية لمكافحة الإرهاب.

ومن الواضح من خلال عنوان المؤتمر أنه يهدف ـ في المقام الأول ـ إلى تكامل الجهود، من خلال توحيد عمل المراكز الدولية والإقليمية والوطنية الفاعلة والناجحة في مجال مكافحة الإرهاب، وجمعها تحت مظلة مركز الأمم المتحدة، لأن العدو واحد، والمستهدف هو العالم كله دون استثناءات.

المملكة تأتي في مقدمة الدول المتضررة من الإرهاب، وفي مقدمة الدول التي نجحت في مكافحته أمنيا وفكريا، ولذا كانت الحاضنة لهذا المؤتمر، وعليه فإن خبراتها في هذا المجال مهيأة للمجتمع الدولي، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، حين قال: "لقد أكدت المملكة العربية السعودية دائما إدانتها وشجبها للإرهاب بكافة أشكاله واستعدادها للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته لما في ذلك من دعم للاستقرار والأمن الدوليين".
 

Email