حانت لحظة العقل‏!‏

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من المسيرات والمظاهرات والانفلات الأمني في بعض مناطق البلاد‏،والحديث المتواتر عن التدهور الاقتصادي، والخشية من عواقب وخيمة لانخفاض الجنيه امام الدولار، إلا ان النظرة المتأنية لجموع المصريين والإنصات لأحاديثهم فيما بينهم، ومتابعة ردود أفعالهم علي ما يجري، سيؤكد ان المواطن العادي يريد الاستقرار والأمان، والسعي بهدوء نحو رزقه.


وقد نقرأ في عيون الكثيرين سؤالا خجولا يأبي ان ينطلق إلى العلن، هو: هل هؤلاء الذين يخربون المنشآت ويقطعون الطرقات، ويغلقون المجمع، ويعطلون المترو، يفكرون حقا في مصلحة المواطن العادي، الذي يقولون إنهم خرجوا لإعادة حقوقه المسلوبة؟


وهل هذه هي الطريقة المثلى لإنجاح الثورة،وتحقيق العدالة المنشودة؟


إن أحدا لا يشكك في أن كثيرا من أهداف الثورة لم يتحقق بعد، ومازال الكثيرون يشعرون بالظلم، لكن كيف نرفع هذا الظلم؟ تلك هي المعضلة.


وربما يجوز لأحد العقلاء أن يقترح إمهال النظام الحالي بعض الوقت لتنفيذ وعوده التي وعد بها،فإن نجح نصفق له، ونساعده، لنبدأ مسيرة الانطلاق الكبري نحو مصر الجديدة التي نحلم بها جميعا،وإن فشل نعود سيرتنا الأولى، فنعتصم ونتظاهر ونفعل ما نريد، أما أن نستمر هكذا في هرج ومرج، فلن نحقق أي إنجاز وسنضيع جميعا.


إن الانفلات كالنار، تبدأ بمستصغر الشرر، ثم تكبر, ، لتأكل الأخضر واليابس، وساعتها لن نضيع ـ نحن كبار السن ـ وحدنا، بل سنضيع معنا أطفالنا الذين لا ذنب لهم وسيحاسبنا الله علي ذلك حسابا عسيرا لأننا ضيعنا الأمانة، ولم نضمن لهؤلاء الصغار مستقبلهم، وعلي فكرة، لا أحد سيكسب من هذه الفوضي التي نحن فيها الآن إلا أعداؤنا، فهل نقدم وطننا هكذا لهم بسهولة لقمة سائغة، يلتهمونها ونحن جياع؟ يجب ان نفيق إلي أنفسنا، ونعيد الحساب، وليراجع كل فصيل مواقفه قبل فوات الأوان.


البلد في خطر، وعلى عقلاء الأمة أن يجلسوا معا لإنقاذه فهل يفعلون؟.
 

Email