لليبيين في ذكرى الثورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

غدا، يحتفل الليبيون بالذكرى الثانية لاندلاع ثورتهم الظافرة، على نظام الكبت والجنون، وهي الثورة التي كان مهرها الغزير من العرق، والكثير من الدم.

التاريخ يشهد أن الليبيين، أظهروا عزما أكيدا، وشجاعة وصبرا، وهم ينازلون واحدا من أشرس الأنظمة، وأكثرها دموية.. ولعل هذا العزم، وتلك الشجاعة، وكل ذاك الصبر على سفك الدم، هو الذي حرض العالم لدعم تلك الثورة حد التدخل الأطلسي لحماية الثوار، من ترسانة صاحب (سنطهر ليبيا شارع شارع.. زنقة زنقة.. دار دار.. شبر شبر).

جزاء الإحسان، ينبغي أن يبقى دائما- في أي مكان وزمان- هو الإحسان.. ومايريده الأحرار في كل مكان- أولئك الذين- بذلوا كل غال بما في ذلك الدم لأجل نصرة الثورة- مايريدونه من ثوار ليبيا، أن يأخذوا انتصارهم المجيد بحقه، وماحق ذلك الانتصار إلا المحافظة عليه من كل مايمكن أن يقلبه رأسا على عقب، ليصير هزيمة، في النهاية.

الثورة الليبية اندلعت لتنتصر، ليس فقط على النظام الباطش المأفون، وإنما على كل من يحاول سرقة هذا الانتصار الجمعي، سواء كانت هذه المحاولة من ثوار، أو من أنصار النظام المقبور، أو من غيرهما من الذين يريدون لليبيا أن تغرق في الانفلاتات الأمنية، والخراب.

للثورات- أي ثورة- أعداؤها. هذا مايقول به تاريخ الثورات في العالم.. ومن المهم جدا أن يتنبه الليبيون إلى أعداء ثورتهم، ويمضوا بتلك الثورة إلى غاياتها النبيلة، في إرساء دولة المؤسسات، والقانون، وإحقاق الحقوق.. دولة الطمأنينة، والكرامة.

نحن نقول بذلك، وقد شهدنا جميعا- ولا نزال نشهد- مايحدث في ليبيا الثورة، من اغتيالات لأمنيين وثوار سابقين.. ومن هجمات على بعثات دبلوماسية.. ومن نيران تفتح هنا مرة، وتفتح هنالك مرات.. وكل هذا يشيع- بالطبع- حالة من التوترات، ويشيع- بالتالي- في العالم، عن ليبيا مابعد الثورة، ما لا يرتضيه الليبيون عن وطنهم، ومالا يرتضونه عن ثورتهم.. ولا يرتضيه كل أشقاء وأصدقاء الشعب الليبي، في كل مكان. 
 

Email