المملكة.. مواقف ثابتة لا تتبدل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأكيد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على ضرورة الوقف الفوري لسفك دماء السوريين، والتشديد على أهمية توحيد رؤية المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة؛ يعكس تماسك الموقف السعودي واتساقه حيال هذه القضية التي طال أمدها ونزيفها، وفي ذات الإطار جاء تأكيد الفيصل خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أمس مع نظيره النمساوي مايكل شبندليغر في الرياض، برفض المملكة تقديم تنازلات لإيران بشأن برنامجها النووي، ترسيخا لثوابت السياسة الخارجية السعودية التي لا تساوم في ضمان وصيانة الأمن والسلم الدوليين.

الموقف السعودي، وعلى امتداد تطورات أزمة سورية، ظل ثابتا حيال الدفاع عن المدنيين والأبرياء، فالقيادة السعودية ظلت تؤكد أن الاستمرار في حالة العجز الدولي لن يقود إلا إلى المزيد من الخذلان للشعب السوري الذي مهر حريته بدماء مئات آلاف الضحايا، ومن ثم صوبت المملكة جهودها منذ البداية لتسوية عادلة تحقق للسوريين تطلعاتهم المشروعة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على وحدة سورية الترابية والوطنية وأمنها واستقرارها.
وحول الملف النووي الإيراني ظل الموقف السعودي راسخا لم يعتريه تبديل، وجدد التأكيد عليه تصريح الفيصل بضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيران وليس إلى "تنازلات"، مع تعهد طهران باحترام الاتفاقات الدولية في هذا الخصوص. وبهذه اللغة الواضحة والحاسمة وضع الفيصل النقاط على الحروف، لأن امتلاك طهران للسلاح النووي "يعني انتشاره في دول أخرى" في المنطقة.

إن أزمتي سورية و"نووي" إيران لا تزالان تراوحان مكانهما، ولم ينتج عن كافة الجهود المبذولة لحلهما أي نتائج واضحة. فالملف السوري لم يحدث فيه شيء ملموس على صعيد الجهود السياسية التي يقودها الوسيط المشترك الأخضر الإبراهيمي. أما في الملف النووي الإيراني فنجد أن طهران استمرأت "لعبة المناورات" لكسب الوقت حتى تتمكن من إجراء أول اختبار نووي ومن ثم تعلن انضمامها للنادي النووي وفرض "سياسة الأمر الواقع".
 

Email