العالم الإسلامي و"الثبات" السعودي

ت + ت - الحجم الطبيعي


الثبات على المواقف، هو أبلغ وصف يمكن أن توصف به كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام مؤتمر القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة، التي ألقاها ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إذ جددت هذه الكلمة التأكيد على أن المواقف السعودية لا تتلون بحسب الأزمنة، وإنما تزداد ثباتا مع مرور الوقت.


الموقف السعودي مما يحدث في سورية، ومن طريقة تعامل المجتمع الدولي مع الأحداث هناك هو ذاته منذ فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار حازم، إذ أكدت الكلمة على أن المجلس ما زال مشلولا حتى الآن بسبب معارضة روسيا والصين للعقوبات أو القرارات التي يتحتم اتخاذها لإنهاء الأزمة. والقول بفقدان الأمل في مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة سبق أن صدر عن خادم الحرمين الشريفين بعد تعنت روسيا والصين ووقوفهما في وجه أي قرارات أو عقوبات تسهم في نقل السلطة في سورية، وتحقن دماء الشعب السوري، وهو قول يتسم بالشفافية المطلقة مع المجلس العاجز عن النهوض بدوره، مما يجعل الأمتين العربية والإسلامية أمام مسؤولياتهما تجاه ما يحدث في سورية.


أما القضية العربية والإسلامية الرئيسة، قضية فلسطين، فقد كانت – كالعادة ـ على رأس الاهتمامات، بيد أن التوسع الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل كان الموضوع الأهم في الكلمة؛ ذلك لأنه يمثل حجر الارتكاز في أي مفاوضات، إذ لا يمكن استئناف المفاوضات إلا بعد إيقاف الاعتداء على الأراضي الفلسطينية بوصفها مدار الخلاف، وأنموذج سلب حقوق الشعب الفلسطيني.


إن ما تعانيه الأمة الإسلامية من الفرقة والشتات ناجم – في جل حالاته ـ عن تشرذم فكري ومذهبي، وليس له من دواء سوى الحوار بشقيه: "حوار المذاهب الإسلامية"، و "حوار الأديان والحضارات"، وهما المشروعان اللذان يتبناهما خادم الحرمين الشريفين، ويراهن عليهما بوصفهما طريقا إلى إزالة الاحتقان، والوقوف في وجه التطرف والتعصب المؤديين إلى الصراعات والفرقة، وليس أمام العالم الإسلامي سوى اتخاذ الحوار وسيلة للتفاهم والتقارب من أجل الوصول إلى المشتركات الفكرية التي توحد ولا تفرق.
 

Email