من مكة إلى القاهرة.. سورية الحاضر الغائب

ت + ت - الحجم الطبيعي

6 أشهر مضت بين قمتين إسلاميتين، الأولى استثنائية وعقدت في مكة المكرمة، والثانية اختتمت أعمال دورتها العادية في القاهرة أمس.. ما بين القمتين كانت الأزمة السورية، الحاضر الغائب، وذلك بعد تعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي.

كان بمقدور السوريين أن يشاركوا في قمة القاهرة، إلا أن عدم اتحاد المعارضة السورية جعلها خارج حسابات الحضور المادي، واكتفت أن تكون حاضرة معنويا من خلال بنود ومقررات القمتين.

دعوة البيان الختامي للقمة الإسلامية للمعارضة السورية بسرعة تشكيل حكومة انتقالية تأتي بعد فشل الأخيرة بالتوافق عليها خلال الاجتماعات التي عقدت أخيرا على الأراضي التركية، وخصوصا بعد أن اصطدم الائتلاف السوري بحاجز قد يهدد مستقبله بعد دعوة رئيسه معاذ الخطيب للتفاوض مع نظام كان وما زال يعتمد الحل العسكري أساسا للحل على الأرض.

تشكيل حكومة سورية انتقالية من شأنه أن يقوي موقف المعارضة السورية سياسيا، ويضفي عليها مزيدا من الشرعية، وخصوصا في ظل الاتفاق الدولي على أن نظام الأسد فاقد للشرعية، وأن أحد أهم الأسباب التي تجعله يتقدم خطوة ويتراجع أخرى هو الخوف من شكل البديل الحاكم لسورية.

أصدقاء سورية الحقيقيون وفروا لها كل سبل العيش الكريم بعد سقوط نظام الأسد، فالمانحون تعهدوا في وقت سابق بأكثر من تريليون دولار للشعب السوري.. معظمها من السعودية والكويت وقطر، وها هي المعارضة تستقبل في أهم العواصم العربية والعالمية، فضلا عن خطوة افتتاح مكتبين للائتلاف السوري في كل من واشنطن ونيويورك.. كل ذلك يعني أن كل سبل النجاح تمت تهيئتها أمام المعارضة السورية لإنجاح مرحلة ما بعد نظام الأسد، ولم يتبق أمامها إلا ترجمة تلك العوامل إلى واقع عملي يكفل انطلاقة حقبة جديدة لدولة سورية حديثة.

الإجماع الإسلامي على دعم الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، لا يمكن أن يتوقف لمجرد إرهاصات إيرانية تحاول من خلالها شق الصف ومخالفة الإجماع، كما حدث في اجتماعات القاهرة خلال اليومين الماضيين، ولا سيما أن طهران أحد أهم الأطراف التي دعمت ولا تزال تدعم النظام فاقد الشرعية لوجستيا وعسكريا، وهو ما يعني أنها شريك أساسي في المذبحة الرهيبة التي يتعرض لها السوريون منذ ما يزيد على عامين.
 

Email