قضايا ملحة أمام قمة التعاون الإسلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت امس في القاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة اجتماعات القمة الثانية عشرة لقادة الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، والتي يحضرها ممثلا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه - معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة .

وفي ظل مجمل الظروف والتطورات الصعبة والتي تنطوي على مخاطر كثيرة، ليس فقط بالنسبة لدول وشعوب اسلامية، ولكن ايضا بالنسبة لكثير من الدول والشعوب على امتداد العالم، وبالنسبة للامن والسلم الدوليين كذلك، فان هذه القمة، التي تختتم اليوم، تشكل في الواقع مناسبة اخرى، هامة بالنسبة للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، من اجل السعي لتحقيق درجة اكبر من التقارب والتعاون والتنسيق بين الدول الاسلامية، من اجل السير بخطى ملموسة وفعّالة لتحقيق مصالح الدول والشعوب الاسلامية من ناحية، وحشد الطاقات الاسلامية، وهي كثيرة ومتنوعة، من اجل العمل على حل المشكلات التي تفرض نفسها على اكثر من دولة وشعب عربي ومسلم، وعلى نحو تدفع الشعوب ثمنه الفادح من دماء ابنائها وحاضرهم ومستقبلهم ايضا. يضاف الى ذلك ان اجتماعات القمة تشهد، كالعادة، الكثير من اللقاءات والاجتماعات الثنائية والمتعددة الاطراف بين الدول المشاركة في القمة، لتبادل وجهات النظر والتشاور حول القضايا التي تحظى باهتمام تلك الدول، او تخدم مصالحها، وهو ما قد يعود بالخير على الدول والشعوب الاسلامية بوجه خاص، وعلى الاستقرار والامن الاقليمي والدولي بوجه عام.

ومع الوضع في الاعتبار الموضوعات والقضايا المطروحة على جدول اعمال القمة الاسلامية بالقاهرة، والتي حرصت وتحرص مصر الشقيقة على انجاحها، بمراحلها، وبما يتمخض عنها من قرارات وتوصيات، فانه ليس من المبالغة في شيء القول ان قمة القاهرة يمكن ان تفتح المجال واسعا امام تطوير العلاقات المصرية الايرانية، خاصة في ظل مشاركة الرئيس الايراني احمدي نجاد في القمة ولقائه مع الرئيس المصري محمد مرسي فور وصوله للعاصمة المصرية، وكذلك التصريحات التي صدرت من الجانبين، وما قد يراه الجانبان من اهمية للسير خطوات على هذا الطريق. يضاف الى ذلك ان القمة ستكون فرصة ايضا لتبادل وجهات النظر بين عدد من الدول المعنية بالتطورات في سوريا، داخل جلسات المؤتمر وخارجها، من اجل محاولة التوصل الى توافق قوي بين الدول الاسلامية حول افضل السبل لمساعدة الشعب السوري والدولة السورية، للخروج من الوضع الراهن، ووضع حد لأعمال العنف والمواجهات المسلحة التي يدفع السوريون ثمنها غاليا. وفي ظل ما هو مطروح بين المعارضة والسلطات السورية من بوادر لامكان الدخول في حوار جاد لوضع حد للمعارك والتوصل الى صيغة مقبولة من الاطراف السورية المختلفة في المقام الاول، فانه من المأمول ان تسهم مشاورات القاهرة في دعم فرص الحوار بين الفرقاء السوريين، وفتح الطريق لوقف القتال وتقديم مزيد من الدعم والمساعدات للشعب السوري الذي اضطر مئات الآلاف من ابنائه للجوء الى الدول المجاورة، واضطرت الملايين منه الى الهجرة، داخل سوريا وخارجها. والى جانب ذلك هناك العديد من القضايا العربية والاسلامية الملحة امام القمة،التي تنتظر الشعوب العربية والاسلامية ما ستتمخض عنه من نتائج
 

Email