هل تعي روسيا ذلك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفاق جنيف المعني بانتقال سياسي للسلطة في سوريا، والذي لم يتضمن أية إشارة واضحة- أو ملتبسة- برحيل الأسد، ليس كتابا مقدسا، حتى تظل روسيا متمسكة به.. بل وتصر عليه، في أي محفل معنيا بالأزمة السورية.

المزيد من الفظاعات، والجرائم، تلطخ بها نظام الأسد، منذ التوقيع على الاتفاق في مايو من العام الماضي إلى اليوم، وسيظل هذا النظام يتلطخ في كل يوم بالمزيد من الدم، غير معني بالحوار السياسي، ولا الدعوة إليه سواء كانت هذه الدعوة من جنيف، أو روسيا نفسها، أو من بلاد الواق واق.

هذا المزيد من الدم الغزير، لم يترك للشعب السوري الثائر أي هامش للتحرك خطوة واحدة إلى الوراء.. ولن يترك للأسد وجها يحكم به شعبا، يفتح عليه النيران المتوسطة والثقيلة.. يقتل ويشرد إلى ما وراء الحدود.

هذا ما ينبغي أن تدركه روسيا، التي لا تزال متمسكة ببقاء الأسد.

انفتاح روسيا على المعارضة السورية، من خلال اجتماع وزير خارجيتها سيرغي لافروف مع رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب، في ميونخ قبل يومين، هو انفتاح مصيره الانغلاق، وسيرغي لافروف لا يزال يكرر أسطوانة رفض رحيل الأسد.. وهي الأسطوانة التي شرختها الفظائع، ولا تزال، في كل يوم جديد، إلى انشراخ من بعد انشراخ، بالمزيد من الفظائع.

روسيا، لئن كانت تعني حقا الانفتاح على المعارضة، من أجل الخروج بتسوية سلمية، فينبغي عليها أن تسجل اختراقا في موقفها، عليها إذن أن تقف مع الضحية لا الجلاد.. مع حق الشعب السوري في أن يحيا لا أن يقتل.. مع حقه في الحرية والكرامة.

البقاء- كان وسيظل- للشعوب. هذا ما يجب أن تدركه روسيا.. وما يجب أن تدركه أكثر، أنه لا بقاء لأي حاكم يثور ضده شعبه، لا يالفيتو المزدوج، ولا بالانقسام في مجلس الأمن، ولا بالدبابات والمقاتلات..

إرادة الشعوب أقوى من إرادة الأنظمة، وحلفائها على القهر والتقتيل.

هل تسمع روسيا؟ هل تعي ذلك؟ 
 

Email