السلام ليس من أولويات نتانياهو فما الذي يحمله كيري .. القادم الينا ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

 رغم خسارته النسبية وخسارة اليمين الاسرائيلي عموما في الانتخابات الاخيرة، فقد كلف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس رئيس الوزراء نتانياهو بتشكيل الحكومة الجديدة وقد سارع الى القول ان اولى اولوياته تتمثل بمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية ومنع وصول "اسلحة خطرة" الى جهات معادية لاسرائيل، وهو بذلك يعود الى ترديد اسطوانته المعروفة بان ايران هي القضية المحورية وليس تحقيق السلام.

وبالتأكيد فان نتانياهو لن يكون في حكومته الجديدة بالقوة نفسها التي كان يتمتع بها في حكومته الحالية وسيجد صعوبة في التوفيق بين الحلفاء المحتملين خاصة حزب "يوجد مستقبل" العلماني، والمواقف المختلفة سواء في ما يتعلق بالاستيطان وحدوده ومباحثات السلام والقضايا الداخلية والاقتصادية والمعيشية بصورة خاصة، وهذه الحالة قد تشكل "الفرصة الاخيرة" للبحث عن مخرج من مأزق المساعي السياسية والابواب المغلقة بسبب السياسات الاسرائيلية وتحديدا الاستيطان والتهويد.

على اية حال فان من المنتظر وصول وزير الخارجية الاميركية الجديد جون كيري الى المنطقة خلال اسبوعين اي بعد ان يكون نتانياهو قد شكل حكومته الجديدة وذلك للبحث عن سبل لاستئناف المفاوضات واعادة الروح الى عملية السلام، فما الذي يحمله الينا من مقترحات وما الذي يمكن ان يحققه من نتائج عملية، وهل يستغل الفسحة الجديدة للتحرك التي خلقتها الانتخابات الاسرائيلية والولاية الثانية للرئيس اوباما التي يكون فيها اكثر قدرة على التحرك بحرية بدون ضغوط ودون طموحات لولاية جديدة، ولاسيما ان العلاقات بين اوباما ونتانياهو شهدت حالة من التوتر قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية بسبب الدعم الذي ابدته القيادة الاسرائيلية للمرشح الخاسر ميت رومني، كما ان ادارة اوباما ووزير دفاعه الجديد قد يكون فهما موقف مختلف، الى حد ما، عن موقف نتانياهو بخصوص مهاجمة ايران.

لن نستبق الاحداث ولن نمعن في التوقعات، لان كيري قادم قريبا وسنرى فعلا ما الذي يحمله وهل من جديد يجيء به الينا ام انه سيكرر ما اعتدنا على سماعه من بيانات ونوايا دون الضغط الجدي على اسرائيل للتجاوب مع متطلبات السلام، ولاسيما اننا كنا دائما مستعدين لاستئناف المفاوضات اذا توقف الاستيطان.

لابد في هذا السياق من التأكيد على الاهمية القصوى لتحقيق المصالحة وتوحيد الموقف الوطني في هذه المرحلة، وحتى لا يظل احد يتحدث عن مواقفنا المختلفة ويجد في ذلك مبررا للتهرب من إستحقاقات السلام والقاء المسؤولية على غيره، والقول ان الضفة تريد كذا وغزة تريد شيئامختلفا، وان اي اتفاق في الضفة لن يكون ممكنا اذا ظلت غزة بعيدة عنه، او ان "فتح" تريد السلام وحماس تريد الحرب ... الى آخر هذه المقولة التي نسمعها باستمرار من قيادات اسرائيل ...؟!

Email