مهرجان مسقط وتطور متواصل
في الوقت الذي أصبح فيه مهرجان مسقط السنوي أحد أهم الفعاليات المهمة والجذابة، التي ينتظرها مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزائرين للسلطنة أيضًا، حيث يحرص كثيرون على ضبط مواعيدهم وبرامجهم وفقًا له، من أجل الاستمتاع به أو الاستفادة من فعالياته، بشكل أو بآخر، فإنه من المؤكد أن ذلك لم يحدث فجأة، ولا بسهولة، ولكنه حدث نتيجة جهود كبيرة ومتواصلة، وثمرة الحرص الحقيقي من جانب بلدية مسقط للاستفادة من خبرات ودروس الدورات المتتابعة للمهرجان منذ بدايته من ناحية، والعمل بشكل جاد لتطويره والإضافة إليه قدر الإمكان، سعيًا لتلبية احتياجات مختلف شرائح المواطنين والزائرين من ناحية ثانية.
وبينما تحول مهرجان مسقط إلى واحد من أبرز المهرجانات في المنطقة، فإنه استطاع في الواقع الحفاظ على طبيعته المميزة، والتي تجعل منه فعالية عمانية الجوهر والملامح والطابع أيضًا. وليس من المبالغة في شيء القول إن النجاح في تحقيق ذلك والحفاظ عليه هو من بين أسباب النجاح التي تعبّر عن نفسها في جانبين أساسيين، أولهما الزيادة المطردة في أعداد الزائرين للمهرجان عامًا بعد آخر، ومن جانب مختلف الشرائح، والجانب الثاني يتمثل في تزايد أعداد الدول المشاركة في المهرجان عامًا بعد آخر أيضًا، وقد وصل العدد إلى 60 دولة في مهرجان مسقط 2013 الذي تم تدشين فعالياته عصر أمس.
وبينما أكد سعادة المهندس سلطان بن حمدون الحارثي رئيس بلدية مسقط رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان أن المهرجان هذا العام يحمل في طياته برامج وفعاليات تتميز بالابتكار والإبداع وتستهدف مختلف فئات المجتمع، فإنه من الواضح أن جهودًا كبيرة بذلت من أجل تهيئة وإعداد مواقع فعاليات المهرجان، سواء في حديقة النسيم، أو في حديقة العامرات، وفي كلتا الحديقتين تتوفر الأماكن والمساحات الواسعة القادرة على استيعاب كل الفعاليات، وفي الوقت ذاته عدم إحداث أية اختناقات مرورية من حولهما.
ولعله من حسن الحظ أن يترافق مع افتتاح فعاليات مهرجان مسقط 2013 أمس، افتتاح الجسر الواصل بين العامرات والقرم والمار بوادي عدي، وذلك أمام القادمين من العامرات إلى القرم وروي ويتم افتتاح الممر الثاني - في الاتجاه الآخر - قريبًا حسبما أعلن. يضاف إلى ذلك أن حديقة ريام سوف تحتضن فعاليات أسبوع الأزياء ضمن فعاليات المهرجان وهو ما يوسع أماكن الفعاليات لتكون في متناول مختلف الأسر وقريبة منها أيضًا، إلى جانب أنها سوف تعطي دفعة للنهوض بالخدمات وبأعمال تهيئة الحدائق الثلاث بشكل يفي بمختلف الأغراض خلال الفترة القادمة، وهو مكسب آخر على المستوى العام.
وبالنسبة لفعاليات المهرجان فإنها بالفعل تتسم بالتنوع والقدرة على جذب مختلف شرائح المواطنين والأعمار أيضًا، ومن ثم سوف يجد كل أفراد الأسرة ما يتجاوب مع اهتماماتهم، وبما يوفر لهم قضاء وقت ممتع ومفيد مع مختلف الفعاليات، ومع عروض متعددة ومتنوعة تساهم بها عشرات الدول الشقيقة والصديقة وهو ما يشكل إضافة طيبة للمهرجان بالفعل