مهرجان مسقط .. تنشيط الحراك الاقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمشاركة ستين دولة شقيقة وصديقة من مختلف بلدان العالم، تنطلق مساء اليوم فعاليات مهرجان مسقط 2013م في نسخته الثالثة عشرة والذي يستمر حتى الثامن والعشرين من فبراير القادم بباقة متنوعة من الفعاليات الجديدة والمضامين الهادفة التي ترقى للعالمية، حيث سيشهد المهرجان في هذا العام تنوعًا كبيرًا في فعالياته والتي ستقام في حدائق العامرات العامة والنسيم العامة وريام العامة، إضافة إلى مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.

فحين تكون الرؤية واضحة تجاه تنظيم مثل هذه المهرجانات الترفيهية والثقافية والسياحية والاقتصادية تستطيع العقول المفكرة إخراجها بصورة إبداعية تحقق الأهداف المرجوة منها بما يعود بالفائدة على صالح الوطن والمواطن، ورفد الاقتصاد الوطني في ظل توجه دول العالم إلى إقامة مثل هذه المهرجانات لتضرب عصافير كثيرة بحجر واحد، ونعتقد أن بلدية مسقط المنظمة لفعاليات مهرجان مسقط قد بذلت جهودًا مضنية في هذا الشأن مسخرة كافة طاقاتها المفكرة والمهندسة في سبيل إكساب مهرجان هذا العام زخمًا كبيرًا وإعطائه الصورة التي يستحقها، وترسيخه في وجدان وأذهان زواره، من خلال مراعاتها ظروف المكان والزمان، وحسن التنظيم وتسهيل حرية الحركة، وإتاحة الفرص لزوار المهرجان مشاهدة كافة الفعاليات التي يحفل بها، مع الأخذ في الاعتبار التجديد والتنويع في عروض وفعاليات ولوحات المهرجان وأجنحته وقراه التراثية وأسواقه الشعبية، والموازنة الدقيقة بين تطلعات الجذب السياحي والتعريف بالسلطنة كوجهة سياحية تتوافر بها كافة إمكانات السياحة ومقوماتها، وجذب الاستثمار للمساهمة في أداء الاقتصاد الوطني، وبين الحفاظ على حقوق المواطن في الشعور بأنه المقصود أولًا وأخيرًا بهذا المهرجان للترويح والترفيه عن نفسه، بدل أن يبحث عن ذلك في دول أخرى، وبالتالي يحرم بلاده واقتصاده الوطني من أمواله التي سينفقها في الخارج، وكذلك الأخذ في الاعتبار توفير فرص عمل متعددة ومصدر دخل للمواطنين وفتح مجال المشاركة لهم، كما يمثل المهرجان فرصة كبيرة لذوي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة في إثراء فعاليات المهرجان، وتعريف زواره بمنتجاتهم وخدماتهم. وفي محاولة من بلدية مسقط استقطاب أكبر عدد من الزوار لمهرجان هذا العام عملت على تغيير أماكن إقامة فعالياته وإدخال أماكن جديدة، حيث لأول مرة يحتضن مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر عددًا من الفعاليات، وكذلك حديقة العامرات العامة، على سبيل المثال، ترافق ذلك مع افتتاح جسر وادي عدي الوطية لتسهيل حرية الحركة.

إن تنظيم المهرجانات المختلفة والمتنوعة يعد صناعة في عصر الاقتصاد لما تلعبه من دور في تنشيط حركة السياحة والاقتصاد ومبيعات التجزئة، ولذلك فإن نجاح هذه المهرجانات مرهون بقدرتها على جذب أعداد غفيرة من الزوار، وهو أمر مرتبط أيضًا بالتنوع الكبير في الفعاليات، وفي تقديرنا أن مهرجان مسقط قد أحرز نجاحًا في دوراته السابقة، من خلال تحقيق أهدافه وكسر حدة الروتين اليومي للمواطنين والمقيمين وخاصة في محافظة مسقط بما يجدد الحياة ويجري الدم في شرايين المحافظة وتنشيط الحراك الاقتصادي والتعريف بالسلطنة ماضيًا تليدًا وتاريخًا مجيدًا وحاضرًا مشرقًا حافلًا بالإنجازات ووضعها على خريطة السياحة العالمية.

 

Email