الأسرى ضمير شعبنا وليسوا مجرد أرقام فعلا !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتفض شعبنا أمس، بمختلف فئاته وتنظيماته للتضامن مع آلاف الأسرى من الرجال والنساء والأطفال والمرضى والمسنين وشاركت وزارة شؤون الأسرى والمحررين والمؤسسات الأخرى كالهيئة العامة لمتابعة شؤونهم ونادي الاسير باقامة الفعاليات المختلفة في كل محافظات الضفة وبحضور جماهيري يعبر بدون أدنى شك وللمرة الألف، ان هؤلاء الذين يقبعون خلف القضبان هم ضمير شعبنا ورموز المقاومة ضد الاحتلال وهم جزء أصيل من اهتمامات شعبنا رغم الظروف الصعبة التي نعيشها جميعا ويعاني منها الوطن بأكمله، وليسوا مجرد ارقام او مجموعة من المواطنين.

وهؤلاء الصامدون رغم كل الممارسات يخوضون حربا مفتوحة ضد ممارسات الاحتلال المتعددة من التعذيب النفسي والجسدي والعزل الانفرادي والضغوط ومحاولات ضرب الروح الوطنية او المعنوية لهم وحرمانهم من التعليم او حتى الحصول على الكتب التي يريدونها، وهذه الحرب تتمثل بالسلاح القوي وهو الاضراب عن الطعام وقد سجلوا أرقاما قياسية دولية في هذا المجال وتجاوزت المئتي يوم بالاضافة لكثيرين مضربون لأسابيع عديدة وأصبحت حياتهم عرضة للخطر بل ان بعضهم استشهد فعلا نتيجة الاضراب والاهمال الطبي وغير ذلك من الممارسات.

ومعاناة أهالي وعائلات هؤلاء الأبطال قضية كبيرة ومأساة انسانية بكل المعنى ومعاناة الابناء والبنات والوالدين والأمهات ومصاعب وتعقيدات الزيارات، تعد من أكبر القضايا المنافية لأبسط حقوق الانسان وتتطلب هي الأخرى حلا عادلاً وسريعاً.

ان التضامن الشعبي هو أبسط شيء يمكن ان نقدمه لهؤلاء الصامدين الصابرين الذين عبر بعضهم عن عدم الاقتناع باتساع حملات التضامن وطالبوا بالمزيد حتى تدخل القضية كل بيت وكل عقل وكل وجدان، ونحن مع هذا ونقترح ان نخصص ساعة يتم الاتفاق عليها بناء على مناسبة مهمة او حادثة مميزة من الأسرى او في الأسر، يقف فيها كل ابناء شعبنا في كل اماكن تواجدهم ثلاث دقائق مثلا، للاعراب عن التضامن مع هؤلاء الأبطال.

ويشكو بعض الاسرى كذلك من غياب المرجعيات القوية خارج السجون للتعامل مع قضاياهم وشؤونهم المختلفة، وايجاد حلول تبدو صغيرة وتفصيلية لما يعانون منه، ولكنها في منتهى الاهمية لتعزيز صمودهم سواء في ما يتعلق بهم او بعائلاتهم، الى ان يتم تحريرهم تحريرا كاملا.

كما لا بد من اثارة معاناتهم ومطالبهم على كل المستويات العربية والدولية، وقد انعقدت عدة مؤتمرات عربية في هذا السياق ولكن لا بد من زيادتها وتفعيلها وترجمتها من مجرد أقوال وبيانات تضامن الى أفعال ومواقف عملية. كما اننا ندعم التوجه المقترح لإثارة القضية في مجلس الامن الدولي وكل المؤسسات الدولية والانسانية الاخرى.

ان شعبنا يقف إجلالا واحتراما لابنائه الصامدين الصابرين وعائلاتهم والمحررين منهم لأنهم ضميره وعنوان صموده وتمسكه بحقوقه، ولا بد ان يدفع الاحتلال ثمن هذه التصرفات غير الإنسانية وغير الأخلاقية، ولا بد من تحرك جاد لوقف انتهاكاته الكثيرة والمتكررة.

Email