مصر وسباق ضروري إلى الاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد المؤشرات تخطئ في أن الأوضاع الراهنة في مصر إلى مزيد من التفاقم، فقد انقسمت البلاد إلى فسطاطين كل منهما يضع شروطا للحوار لا يقبلها الآخر، ونزف الدماء مستمر بعد مقتل وإصابة العشرات في عدة محافظات مصرية، وتخسر البورصة المصرية المليارات بين فينة وأخرى، وشرعت سفارات دول أجنبية في القاهرة في اغلاق أبوابها، والمظاهرات في الشوارع وميادين الثورة بالمحافظات تندلع غير عابئة بالمصائر واحتمال الاصطدام مع قوات الأمن، فيما هناك من يتحدى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية للجم العنف ووقف ترويع الآمنين، فضلا عن شلل يعم كل الحياة الاقتصادية والانتاجية.

وعلى الرغم من أن تهديم الجسور بين النظام ومعارضيه طافح بالمخاطر، إلا أنه من الضروري، والحال اشتدت أخطاره، ألا يتمترس أحد خلف مواقفه السابقة، ذلك لأن هذا التمترس من شأنه تعريض أمن البلاد لمزيد من الأخطار، ومن ثم يتعين على كل الأطراف أن تضع مصالح البلاد والشعب نصب أعينها، ليكون الحوار على أرضية جديدة، ويكون مرتكزها الأول السعي المشترك لإنقاذ مصر من الفوضى وإهدار الأموال وتخريب المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، والشروع في استكمال المؤسسات الدستورية للدولة.

إن تجديد الجسور بين الطرفين من شأنه إعادة الاستقرار ووقف النزف، وإشاعة أمل جديد في الحياة المصرية بدل من هذا القنوط واليأس، الذي يتولد من ارتطام مدو ومتكرر بين النظام ومعارضيه، ويدفع بالمظاهرات إلى الشوارع، وهو ما يختلط فيه الحابل بالنابل، فيصعب التمييز بين المعارضة ومندسين انتهازيين يستغلون الأحوال ليصطادوا في مياه هذه الأحداث التي تعكرها الفوضى ونهر الدماء التي تنزف يوميا. إن خطورة ما يحدث أنه مرشح لمزيد من التفاقمات إن تأخر رتق الرتوق، وتيسير وسائل وعناوين وموضوعات الحوار.
 

Email