تنمية مستمرة بسواعد الأبناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يجسد فيه لقاء سيح الشامخات بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وبين شيوخ ورشداء محافظتي الداخلية والوسطى، جانبا مما تنعم به السلطنة من أمن وأمان واستقرار، وعلاقة مفعمة بالود والولاء والإخلاص، وهو ثمرة من ثمار السياسات الحكيمة لجلالته، فإن مما له دلالة عميقة أن يتناول جلالته في حديثه العديد من الموضوعات، والأمور التي تعبر عن معرفة عميقة، ومتابعة واسعة لكل ما يتصل بحياة المواطنين، وما يحظى باهتماماتهم، وما يتطلعون إلى تحقيقه، في هذا الجانب أو ذاك من جوانب حياتهم.

وبرغم تعدد الجوانب التي تطرق إليها جلالة السلطان المعظم في حديثه، إلا أن جلالته حرص أيضا على الاستماع إلى المواطنين، وإلى الحوار معهم، والإنصات باهتمام عميق لما يريدون أن يقولونه لجلالته، حتى ولو كان شخصيا أحيانا، وذلك انطلاقا من أن إدراكا عميقا لأهمية مثل هذا الحوار، الذي ينطلق من القلب إلى القلب، في إيضاح الكثير من الأمور، والإحاطة بجوانب يمكن أن تنعكس إيجابيا على مسيرة التنمية الوطنية، فضلا عن أهمية هذا الحوار في دفع العديد من المشروعات التنموية، أو التوجيه بالقيام بها. فخلال الجولة الكريمة لجلالة القائد المفدى تحدث في العادة عملية تطابق بين الواقع التنموي في المحافظات المختلفة، وبين الخطط والبرامج المحددة لذلك بشكل أو بآخر، لتتضح الجوانب التي قد تحتاج إلى مزيد من الاهتمام أو التركيز، أو التعديل والإضافة، في هذه المحافظة أو الولاية أو تلك ، وذلك في ضوء ما يتم من حوارات بين جلالته وأبنائه، في لقاءات المخيم السلطاني، وعلى امتداد أيام وأسابيع الجولة السامية.

ومع الوضع في الاعتبار ما تفضل به جلالته – حفظه الله ورعاه -، وهو ما يمس اهتمامات الشباب، الآن وفي المستقبل، ويلقي عليهم كذلك مسؤولية كبيرة، فإن تأكيد جلالته على «أن التنمية بإذن الله متواصلة ولن تقف مهما كانت الظروف، وكل شيء سوف تكون له خطة مدروسة والمجلس الأعلى للتخطيط سيقوم بواجبه خير قيام لأنه تحت نظرنا المباشر وسيقوم بدراسة المواضيع والمتطلبات كلها ونرى إلى اين وصلت التنمية، هل إلى حد يرضي، أوالتنمية مازالت لم تصل إلى الحد المرضي وبالتالي لابد أن نركز على الجانب الأضعف». يشير بوضوح إلى رؤية جلالته لأولوية ولكيفية التعامل مع المشروعات التنموية، ويتكامل ذلك مع حديث جلالته عن أهمية وضرورة الاعتماد على سواعد أبناء وبنات عمان في مختلف المجالات لينمو الاقتصاد اكثر، ولينطلق بفضل جهودهم وعطاءاتهم التي ينتظرها الوطن ويعول عليها ايضا، اليوم وغدا وبعد غد. خاصة بعد أن أحس الشباب» بأن كل ما هو ممكن أن يساعدهم ويساندهم ويأخذ بيدهم اصبح متوفرا الآن وسوف يتوفر أكثر إذا هممتم وأثبتم الجداره في هذا الشأن والمؤكد أن الشباب العماني قادر على ذلك، خاصة في ظل ما يتمتع به من رعاية سامية واسعة وعميقة ومباشرة أيضا.


 

Email