طاقة وبيئة نظيفة من أجل عمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار النشاط والجهد التنموي الكبير والمتعدد الجوانب ايضا، والذي يسعى الى التجاوب مع طموحات المواطن العماني، وترجمة الاهداف التي يحددها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تختتم اليوم ندوة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتى شهدت تفاعلا واسعا وعميقا بين مختلف الاطراف المعنية بهذه الشريحة من المشروعات، بما في ذلك الشباب الباحث عن عمل والراغب، والمستعد في الوقت ذاته، للاقدام على بناء مشروعه الذاتي ، اذا شعر ببعض التشجيع والاطمئنان الى انه لن يكون وحده. والواقع هو ان كثيرين مستعدون، وحريصون ايضا على الوقوف بجانبه ومساعدته، طالما يمتلك الرغبة والاصرار والالتزام والمصداقية، التي تشكل في مجموعها عناصر نجاح ضرورية لاي مشروع، صغيرا كان أم كبيرا.

ومن بين فعاليات عديدة، شهدت هذه الايام فعاليات معرضا ومؤتمر عمان للبيئة (جلف اكو 2013) في دورته السادسة، والذي جاء تحت شعار " طاقة نظيفة لأجل عمان "، وبإشراف وزارة البيئة والشؤون المناخية، وذلك ضمن احتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني، وبينما شارك عدد من الخبراء في المؤتمر، فان المعرض ضم عددا من المعروضات، اعرب معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية عن أمله في ان تخرج هذه التطبيقات إلى أرض الواقع، وعلى نحو يفيد المواطن والبيئة العمانية عبر الحلول التى تقدمها العديد من الشركات المعنية بهذا المجال الحيوي.

جدير بالذكر ان حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حث على العمل من اجل استخدام مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، ليس فقط لأن تلك مصادر متوفرة وبشكل قابل للاستخدام الاقتصادي، بفضل البيئة والمناخ العماني المشمس طوال العام، ولكن ايضا لأن تلك المصادر لا يترتب عليها أية مخاطر بالنسبة للبيئة، وذلك بخلاف المصادر الكربونية التي تؤدي الى تلوث للبيئة بشكل او بآخر، وفق معدلات الاستخدام والأساليب التقنية ومدى العناية بالحفاظ على البيئة من جانب المشروعات والمصانع المختلفة. وليس من المبالغة في شيء القول بأن هناك بالفعل جهودا تبذل، على صعيد الأبحاث والدراسات، وعلى أصعدة أخرى للتعرف على مختلف الجوانب ذات الصلة بإمكانية ارتياد هذا المجال، وتجارب الدول الأخرى فيه ومدى نجاحها وقدرتها على سد جانب من احتياجات تلك الدول من الطاقة النظيفة والمتجددة، حتى تكون الخطوات التي يتم اتخاذها مبنية على أسس محددة وواضحة ودراسات تأخذ في اعتبارها معطيات الواقع العماني وطبيعته الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وان استثمارات البنية الاساسية للطاقة النظيفة ـ طاقة شمسية أو طاقة رياح ـ هى بالقطع كبيرة، ولذا فانها ستستغرق بالضرورة عددا غير قليل من السنوات للانتهاء منها.

ومن خلال المفاضلة بين مختلف البدائل يتم اختيار ما هو أنسب لظروف السلطنة. وفي كل الأحوال سيظل الاعتماد على النفط والغاز مستمرا لسنوات غير قليلة وهو ما يحتم العناية بالحفاظ على البيئة والحد من التلوث بكل السبل الممكنة.


 

Email