أطفالنا الأسرى ... والحماية الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت قضية الأسرى الفلسطينيين تكتسب اهتماما دوليا شعبيا واسعا ولاسيما بعد اضراب عدد كبير منهم عن الطعام اياما عديدة غير مسبوقة وصمودهم رغم ما يعترض حياتهم من أخطار وذلك لإيمانهم القوي بعدالة قضاياهم والظلم الفادح الذي يلحق بهم وبعائلاتهم وكل أبناء شعبهم. وقد عقدت عدة مؤتمرات دولية وصدرت عدة بيانات تأييد وتفهم لهؤلاء الأسرى الأبطال القابعين خلف القضبان.

إلا ان هناك قضية أخرى في موضوع الأسرى قد تكون اكثر اهمية وإثارة للرأي العام وهي قضية الأطفال الأسرى الذين يبلغ عددهم المئات وهم في تزايد مستمر لأن قوات الاحتلال لا تراعي حقوقا لطفل ولا تبالي بالرأي الدولي ومنظمات حقوق الانسان وهي تمعن في ممارساتها حتى ازداد عدد الأطفال المعتقلين من ٧٠٠ في عام ٢٠١١ الى نحو ٩٠٠ في العام الماضي، وقد تعرض ٩٠٪ من هؤلاء الأطفال الى التعذيب والتنكيل كما أن اعترافات الكثيرين منهم قد انتزعت تحت التهديد والضغوط، ومن أشكال هذه الممارسات كما تقول المحامية هبة مصالحة المتابعة لقضايا هؤلاء الأطفال في وزارة الأسرى: التعرض للشبح ساعات طويلة في البرد او الحر الشديد او على كرسي صغير وهم مقيدو الأيدي والأرجل ومعصوبو الأعين مما أدى الى محاولة بعضهم الإقدام على الانتخار. ويقول المحامي خالد قرمان من الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال انه يتم احتجاز الاطفال في زنازين انفرادية كما يجري التحقيق معهم بدون حضور اولياء امورهم او محامين للدفاع عنهم.

هذه الشهادات سمعها وفد دولي من الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف الخاصة بالطفولة الذي التقى وزير الأسرى عيسى قراقع واستمع منه الى نماذج عدة من انتهاكات حقوق الأطفال وحرمانهم من التعليم واستجوابهم بالمستوطنات، كما تسلم منه رسالة مفصلة حول واقع الاطفال الاسرى وضرورة التحرك الدولي السريع لمعالجة هذه الانتهاكات ووقفها ووضع حد للتصرفات الاسرائيلية المنافية لأبسط حقوق الانسان وخاصة الاطفال الذين تكفل حقوقهم كل المواثيق والمعاهدات الدولية.

لقد وعد الوفد الأممي بممارسة الضغوط على سلطات الاحتلال للإفراج عن هؤلاء الاطفال وتغيير نظام القانون الاسرائيلي للتعامل معهم، وكان قد زار عددا منهم داخل السجون الاسرائيلية التي لا تتوفر فيها الظروف الانسانية والمعيشية المناسبة.

ان زيارة هذا الوفد الدولي يجب ان تكون نقطة انطلاق فلسطينية وعربية ودولية ايضا للتعريف بقضية هؤلاء الاطفال ونقل معاناتهم الى كل المواقع والمحافل الدولية، وان تملأ صورهم وبأسمائهم وأعمارهم، كل ارجاء الدنيا ليعرف العالم ما الذي تفعله اسرائيل ليس بحق الشبان والنساء والكبار ولكن مع الأطفال أيضا، لتوفير الحماية لهم.

كلمة أخيرة يجب ان تفهمها اسرائيل وتدرك أبعادها وهي ان هؤلاء الأطفال هم نموذج لأجيال المستقبل وانهم متمسكون بحقوقهم وبمستقبل وطنهم وان الحق الوطني الفلسطيني راسخ في الوجدان والضمير جيلا بعد جيل مهما اشتدت قسوة الاحتلال وظلمه ومهما تغطرس بالقوة والنفوذ.

Email