الدوحة.. مثابرة في سلام دارفور

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بدأت في الدوحة، أمس، جولة مباحثات بين الخرطوم وحركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة، لأجل إلحاق هذه الحركة، بقطار سلام دارفور، والذي كان قد انطلق من هنا بوثيقة الدوحة، في يوليو من عام 2011، وهي الوثيقة التي أشاد بها العالم، وجملة السوادنيين، وأخمدت الكثير من النيران.

مما يفرح، أن حركة العدل والمساواة، والتي كانت قد وقَّعت قبل سنوات اتفاقا لوقف العدائيات بينها وبين الحكومة السودانية، هنا في الدوحة، تقبل الآن على السلام بفهم، وقوة، وإرادة حقيقية، وتمسك أكيد بوثيقة الدوحة، كخريطة طريق، ليس فقط لبسط السلام، وإنما لتنمية ذلك الإقليم السوداني الكبير.

ومما يفرح أيضا، أن العديد من الحركات الأخرى، التي كانت في ما مضى قد قدمت رجلا وأخرت أخرى، للالتحاق بقطار السلام، قد أبدت رغبة أكيدة في اللحاق به، وفقا لسعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، في الجلسة الافتتاحية.

سلام دارفور، وفقا لما تقول به كل الشواهد على الأرض، قد قطع شوطا بعيدا؛ سكت الرصاص في مناطق شاسعة، وعاد معظم الفارين من جحيمه إلى المعسكرات البائسة، يمارسون حياتهم الطبيعية في أمن وسلام، ودارت عجلة التنمية.. وفي يقيننا أن الإقليم كله على موعد مع السلام الشامل، قريبا، ذلك لأن أطراف الأزمة قد ترسخ في ذهنها وضميرها أن الحرب التي دارت، وتدور الآن، لن تفضي إلى أي حل، على الإطلاق.

الحوار، أعظم اكتشافات البشرية. هذا ما تؤمن به الدوحة، إيمانها بالسلام.. ومن هنا لا تزال الدوحة تبذل الكثير من جهد ووقت ومال، من أجل تنزيل السلام الشامل في دارفور، تنزيلا كاملا، في الأرض التي هي بمساحة دولة فرنسا.

السودانيون جُملة، يحمدون للدوحة هذا الجهد الخالص، لإطفاء النيران.. والدارفوريون تحديدا، أولئك الذين تلظوا بالنيران، وتشتتوا في المعسكرات المتربة، والبائسة، يرفعون الأكف- ليل نهار- داعين الرب الذي من أسمائه السلام، أن يحفظ قطر، أميرا وشعبا، وينعم عليها بالمزيد من الرفاهية.. والمزيد من التقدم.. والمزيد من الأمن والاستقرار والسلام. 
 

Email