مطالب عاجلة من قمة الرياض

ت + ت - الحجم الطبيعي

القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية الثالثة تنعقد اليوم بحضور القادة العرب في الرياض‏,‏ وهذه القمة هي من أهم التجمعات العربية وتأتي في وقت دقيق للغاية‏,‏ كما أنها تعالج الهم الأكبر للعالم العربي ألا وهو قضية التنمية‏,‏ ومعالجة المشكلات التي تعيق التعاون الاقتصادي‏.‏

ولعل أهم مطلب ملح وعاجل هو ضرورة أن تنعقد هذه القمة كل6 أشهر بصورة دورية ما بين القادة العرب, وذلك علي غرار نموذج دول الاتحاد الأوروبي. أما عن المطلب الثاني الملح فهو أن يكون جدول الأعمال قصيرا ومختصرا وجري الاعداد الجيد له, والمطلب الأكثر الحاحا هو أن تصدر القمة قرارات مدروسة قابلة للتنفيذ, وأن تمتنع الدول التي لا تشارك الرأي في حزمة من الإجراءات عن التوقيع, وأن تعلن عن ذلك صراحة.

ولعل هذه الخطوات الواقعية لو جري إحكامها علي مجمل العمل العربي المشترك لتمكنا بالفعل من المضي قدما باتجاه مزيد من التعاون والاتحاد, والأهم أن يتعامل العالم بجدية شديدة مع ما تعلنه الدول العربية من قرارات تتعلق بالعمل الجماعي.

وأغلب الظن أن جميع القضايا العربية جري تشخيصها بدقة, وبات معلوما ما هو مطلوب لحلها, إلا أن الرغبة المحمومة في اصدار قرارات جماهيرية تتجاوز ضرورات الواقع وقيوده تجعل من هذه القرارات مجرد نيات طيبة. ولعل هذا الأمر هو الذي أوجد الفجوة ما بين الحكومات وشعوبها.

ويبقي أن قضية البطالة وإيجاد فرص العمل هي القنبلة الموقوتة في جميع البلدان العربية, وهي ما تربط العالم العربي من المحيط إلي الخليج.

كما أن تأمين الاستثمارات وتشجيعها, وجذب جزء من الأموال العربية في الخارج للاستثمار في الأقطار العربية هو أم الأولويات. وفضلا عن ذلك فإن المطلوب وبسرعة هو توحيد الاجراءات, وإبعاد السياسة عن الاقتصاد وعن تنقل العمالة ورؤوس الأموال بين البلدان العربية ـ إن أمكن ـ هو خطوة طال انتظارها, نتمني من قمة الرياض أن تمهد الطريق نحوها, وأن تكون بداية علي طريق قيام اتحاد الدول العربية.


 

Email