قراءة للتطورات الراهنة للأزمة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلت النداءات بشكل مستمر طيلة الفترة الماضية توجه إلى النظام السوري، للإنصات إلى صوت العقل، والتجاوب بالشكل المطلوب مع مبادرات وأطروحات عديدة إقليمية ودولية، تنطلق من الحرص على حقن دماء السوريين، وإيجاد مستوى مقبول تتراضى عليه أطراف الأزمة، لوقف العنف والعنف المضاد، يستند إلى الإدانة الصريحة، لما قام به النظام طيلة العامين الماضيين، من مجازر لا تحصى واستهداف للمدنيين، مستخدما ما عرف بالحل العسكري والأمني، لكن كل تلك النداءات ذهبت أدراج الرياح.

وفي الرصد الراهن لتطورات وتداعيات الأزمة السورية، تتبدى عدة نقاط، يجمع بينها خيط واحد هو الرفض لأسلوب الصلف، وتحدي حقائق الواقع من قبل قيادة النظام السوري، ومن ذلك ما حملته الأنباء من تصريحات لعدد من المعارضين يستنكرون ما صرح به بعض رموز النظام، من إمكانية ترشح قيادة النظام، لفترة رئاسية جديدة، وذلك الأمر يتحدث عنه النظام وكأن شيئا لم يكن، مستهينا بالدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت.

وفي ذات القراءة للمعطيات الحالية للأزمة يلفت الانتباه أيضا، تصريح صادر عن المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أرثارين كوزان أمس، يشير إلى أن المساعدة الدولية، ستصل قريبا إلى مليون سوري إضافي من بين المتضررين مباشرة بتداعيات الأزمة الإنسانية التي نجمت عن اعتماد النظام لسياسة البطش والقمع بكل من يعارضه ويدعو للحلول الديمقراطية بسوريا..

إن ذلك يعكس مدى ما بلغته أوضاع اللاجئين السوريين بالخارج والنازحين بالداخل، من سوء بالغ، وسط استمرارية الأزمة دون حل ملموس وظاهر، وهو ما يرفع باستمرار أعداد السوريين النازحين بالداخل واللاجئين بالخارج. لهذا كله فإننا نقول إن اتساع المأساة السورية وتعميق جراح الشعب السوري، قد بلغا حدا لا يمكن السكوت عليه، وهو ما يتطلب مجددا، تكثيف جهود المجتمع الدولي للخروج من هذه الأزمة، عبر حل يرتضيه الشعب السوري بحرية تامة، تتحقق من خلاله تطلعات ملايين السوريين، في أن يروا وطنهم ينعم بالأمن والطمانينة والحرية والكرامة والاستقرار. 
 

Email