التفكير الاستراتيجي العماني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تواصل فيه السلطنة انطلاق مسيرتها التنموية في كل المجالات، وعلى امتداد ربوع هذه الارض الطيبة، محققة الخير والتقدم والنماء، ليس فقط لهذا الجيل، ولكن ايضا للاجيال القادمة، وذلك بحكم عمليات التخطيط والبرامج التنموية التى تضع في اعتبارها مصالح الوطن والمواطن، في الحاضر والمستقبل أيضا، فإنه من المؤكد أن الركيزة الاولى التى انطلقت منها، واستندت عليها الجهود العمانية، على امتداد الاثنين والاربعين عاما الماضية، هى التفكير الاستراتيجي العماني، هذا التفكير الذي جسده وتعهده بالرعاية والتطبيق المتدرج والواعي، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وذلك لا يمكن ان ينفصل، على أي نحو، عن كثير من العوامل والاعتبارات والمعطيات التي عاشتها السلطنة على امتداد تاريخها، ودراستها واستيعابها والتصميم على الاستفادة من جوانبها الايجابية من ناحية، وكذلك امتلاك جلالته للارادة الصلبة وللرؤية الواضحة للاهداف المراد تحقيقها، وللوسائل المناسبة لذلك، وبما يتفق مع ظروف الوطن والمواطن في المراحل المختلفة من ناحية ثانية.

وبنظرة سريعة، لما تحقق على امتداد العقود الاربعة الماضية، ولما تعيشه السلطنة، من أمن وأمان واستقرار وتنمية، وتقدم وازدهار، ومن ترابط وتماسك قوي وعميق بين القيادة والمواطنين، ومن مشاركة تتسع باستمرار أمام المواطنين في كل المجالات، فإن ذلك كله لم يأت صدفة، ولم يتحقق بسهولة، ولا بحكم طبائع الأشياء، ولكنه تحقق ونجح واستمر في النجاح والتطور والاتساع، على كل المستويات، وفي كل القطاعات، بفضل التفكير الاستراتيجي لجلالته، وتطبيق مبادئ ومفاهيم هذا التفكير معززة بالخبرة التاريخية العمانية، وبجهود سواعد وعقول ابناء وبنات عمان الذين نفخر بهم في كل المجالات، والذين بذل ويسبذل جلالة القائد المفدى جهودا كبيرة ومتواصلة للنهوض بهم وتمكينهم من الوصول الى ارفع مستويات العلم في كل المجالات.

في هذا الاطار، جاء انشاء كلية الدفاع الوطني واصدار نظامها بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (2/2013) الصادر يوم 8/1/2013 ليسهم بشكل علمي مدروس في تعزيز وتعميق وتوسيع قاعدة القيادات والكوادر العليا العمانية، عسكرية وامنية ومدنية، من خلال دورات الدفاع الوطني التي ستعقد في نطاق كلية الدفاع الوطني، والتي تستمر كل منها عاما كاملا، وقد تفضل جلالته بالموافقة على انطلاق الدورة الاولى خلال الفترة القادمة. ومع الوضع في الاعتبار طبيعة وجوهر الدراسات والموضوعات التي سيتم دراستها في دورات الدفاع الوطني، وبمنظور استراتيجي، شامل ومتكامل، وهى موضوعات اشار الى بعضها معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومعالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع وقادة قوات السلطان المسلحة، والعميد اول ركن عوض بن محمد المشيخي مساعد آمر كلية الدفاع الوطني، فان فترة الاعداد التي سبقت الاعلان عن انشاء الكلية، والتي تعود الى عام 2007 تجعل من هذا الصرح العلمي رفيع المستوى اضافة اخرى يرعاها جلالته للتفكير الاستراتيجي العماني.


 

Email