حكمة وبعد نظر لصنع المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الدور البالغ الأهمية الذي تضطلع به القيادة، سواء في تحديد الأولويات الوطنية، أو في اتخاذ القرارات ذات الطبيعة الاستراتيجية، في وقتها المناسب، وفي إطار يحقق الفائدة القصوى منها، وغير ذلك من مهام القيادة، فإننا بالقطع محظوظون بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - للسفينة العمانية، التي تسير بخطى واثقة نحو مرافئ الخير والتقدم والازدهار لهذه الأرض الطيبة وأبنائها الأوفياء .

وفي الوقت الذي حققت فيه مسيرة النهضة العمانية الحديثة الكثير من الإنجازات الواضحة والملموسة في كل المجالات، بفضل قيادة جلالته الحكيمة ، وبفضل النجاح في حشد كل الطاقات الوطنية، بشرية ومادية وغيرها، فإن جلالته – أبقاه الله – لا يدخر وسعا في العمل من أجل بناء الحاضر وصنع المستقبل الزاهر لهذا الجيل والأجيال القادمة. وتنطوي التوجيهات السامية لجلالته خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء على دلالات بالغة الأهمية، بالنسبة للعديد من الأمور التي تهم الوطن والمواطن، في الحاضر والمستقبل من ناحية، وبالنسبة للتطورات التي تشهدها المنطقة من حولنا أيضا من ناحية ثانية.

وبينما يظل المواطن العماني في بؤرة الاهتمام، وصاحب الأولوية الأولى لدى المقام السامي، وفي برامج التنمية الوطنية، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي من جانب، وعلى مستوى محافظات السلطنة جميعها من جانب آخر، فان المراسيم السامية التي تفضل جلالته بإصدارها امس، تضيف في الواقع لبنات هامة ومؤثرة أخرى على صعيد البناء للمستقبل، ليس فقط على صعيد البناء المؤسسي للدولة العصرية، ولكن أيضا بالنسبة لبناء وإعداد القيادات والكوادر الوطنية، المؤهلة على أعلى درجات التأهيل العلمي والاستراتيجي. صحيح أن السنوات الماضية شهدت جهودا كبيرة ومتصلة، وعلى مستويات مختلفة، أمكن من خلالها تأهيل وإعداد قيادات وكوادر، على ارفع المستويات، يفخر بها الوطن، في المجالات العسكرية والأمنية والمدنية، وتتولى المسؤولية بكفاءة وتفان، ولكن الصحيح أيضا أن إضافة صرح علمي آخر من شأنه أن يعزز هذه الجهود،في كل المجالات.

وفي هذا الإطار فإن المرسوم السلطاني السامي رقم (2 /2013) الصادر أمس بإنشاء كلية الدفاع الوطني وإصدار نظامها، يشكل إضافة، بل ونقلة نوعية أخرى تستكمل منظومة الكليات والأكاديميات العمانية رفيعة المستوى في المجالات المختلفة. ومما له دلالة بالغة أن المرسوم السلطاني السامي نص على ربط كلية الدفاع الوطني أكاديميا بجامعة السلطان قابوس، وهو ما سيسمح بالكثير من التعاون الأكاديمي والبحثي رفيع المستوى ، مما سيعود بالفائدة على الوطن والمواطن في النهاية . يضاف إلى ذلك أن إنشاء الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، ومنحها الاستقلال المالي والإداري ، من شأنه أن يعطي دفعة كبيرة لجهود الحكومة في هذا المجال، الذي تزداد أهميته على مستويات عديدة . ومن خلال الانطلاق إلى الأهداف المرسومة أيضا
 

Email