قطر والجزائر والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتسبت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الجزائر أهمية قصوى في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة، وأيضا في ظل ما يشهده العالم من متغيرات سياسية وتحديات اقتصادية بالغة الصعوبة، فهناك علاقات تاريخية تجمع البلدين، وهناك أيضا مرتكزات قومية صادقة مشتركة وفيّة لأمتها، مما يؤكد على أهمية مباحثات الزعيمين.

غير أن مباحثات سمو الأمير مع شقيقه فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية لم تقتصر بطبيعة الحال على أحوال منطقة مليئة بالأزمات، بل أن ما أثمرته مباحثات الزعيمين على الصعيد الاقتصادي والتنموي يعد نموذجا لما يمكن أن تتمخض عنه العلاقات العربية - العربية وهي تحشد الطاقات من أجل تنمية طموحة ومدروسة تتدفق عائداتها، لوضع الإرادة التنموية المشتركة في السياق الذي يتطلع إليه بلدان يزخران بمقدرات هائلة يمكن أن يفضي الاستثمار فيها إلى عوائد تنعكس إيجاباً ورخاءً على البلدين والشعبين الشقيقين.

فقد بحث الزعيمان العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية، كما شهد الزعيمان أمس التوقيع على اتفاقية الشراكة بخصوص إنشاء شراكة جزائرية - قطرية في مجال الحديد والصلب في منطقة بلارة، بالإضافة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، ومنها اتفاقية النقل البحري التجاري والموانئ، واتفاق تعاون في مجال الطاقة والمعادن بشأن التعاون في مجال النفط والغاز، واتفاق للتعاون في ميدان المناجم ومذكرة تفاهم بين «سوناطراك» و«قطر للبترول الدولية» في مجال المحروقات وصناعة البتروكيماويات وغيرها.

إن العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين تؤهل لمثل هذا التعاون المتنوع، كما أن أزمات العالم المعاصر لا تترك مجالا ًللأشقاء إلا العمل من أجل رفعة الأمة وإعلاء كلمتها والانتصار لشعوبها وتحرير إرادتها، وهذا ما يعكسه سخاء نتائج الزيارة وتنوعها.
 

Email