العراق والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يضع رئيس الوزراء العراقي بلاده أمام منزلق صعب وخطير، إن بأدائه السياسي غير الموات، وإن بعدم إجابته طلبات المتظاهرين، وإن بعدم تصديه لمشاكل مزمنة يرزح تحتها شعب طالت معاناته، مما يجعل العراقيين ناقمين طول الوقت على خلفية أحوالهم المهملة والبائسة، مما أطلق العنان لمظاهرات عارمة في محافظة الأنبار وعدة محافظات عراقية أخرى تطالب بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء، وتغيير المسار السياسي للحكومة. ومن ذلك على المالكي ألا يستخف بالدعوى إلى حل الحكومة والبرلمان العراقيين، وبمطالبات تقدمت بها شخصيات عراقية تدعوة إلى الاستقالة، على اعتبار أن ذلك مقدمة لحل يمكن من خلاله تجاوز الأزمات الراهنة، ومن اللافت أن هذه المطالبات لم تعد فقط في أفواه قيادات عراقية حزبية، حتى يمكن أخذ هذه الأقوال على محمل الصراع على السلطة، أو التنابذ الطائفي الذي جعله المالكي نارا تحت الرماد، ولكنها صارت اليوم شعارات في الشارع العراقي تتردد في عدة محافظات ويزأر بها العراقيون تطلعا إلى عراق جديد طالما تمنوه، ولكن الانحراف عن غايات الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، هو اليوم الذي يرفع حرارة الشارع إلى حد الالتهاب، وإلى درجة تنذر بدخول العراق إلى نفق مظلم جديد.

الطريق إلى استباق هذه الاحتمالات الخطيرة، هو التوافق الوطني، والسعي إلى تفعيل الحوار الشفاف الذي يكون من بين احتمالات نتائجه القبول بالإرادة الشعبية لا تحديها أو الالتفاف عليها، ذلك لأن الشعب العراقي بميراثه العريق وثقافته لن يمرر هكذا وسائل، ولن يتراجع عن المطالبة باستحقاقاته.

إن العراق بلد مليء بالإمكانات والطاقات، ومن ثم فإن بقاءه عند السفح فيما الموقع المستحق له ناهز الذرى، دليل قاطع على أن السياسات دون التطلعات، ومن ثم تولدت أمنيات بإزاحة التخلف والتوجة إلى إعادة البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي. 
 

Email