رسالة قوية للعالم اجمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

مؤشر آخر، قوي وواضح ومشرق، قدمته حركتا "فتح" و"حماس" وجماهير شعبنا في قطاع غزة مع نجاح الاحتفال الحاشد امس، في ميدان السرايا، الذي شارك فيه مئات الآلاف من ابناء القطاع وكل القوى الوطنية والاسلامية احتفالا بالذكرى الـ ٤٨ لانطلاق حركة فتح، التي جسدت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، مؤشر على وحدة شعبنا وعلى رغبة قواه السياسية وأدى الانقسام البغيض وترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية التي شكلت على الدوام الدرع الواقي لمسيرة شعبنا ونضاله من اجل الحرية والاستقلال.

واذا كان مسؤولو "فتح" و"حماس" قد وصفوا امس، هذا الاحتفال الحاشد بـ "مليونية الانطلاقة .. ربيع عربي بنكهة فلسطينية" و"خطوة على طريق استعادة الوحدة" و"استفتاء شعبي على سلامة الخط السياسي للقيادة" وغير ذلك من اشادات بهذا الحدث المميز وما يحمله من دلالات واضحة اهمها زيف وبطلان ذرائع ومبررات استمرار الانقسام فقد حان الوقت كي تتقدم قيادات "فتح" و"حماس" خطوة اخرى مدعومة بهذا الاجماع الشعبي والوطني نحو تجسيد المصالحة ووأد الانقسام الى غير رجعة.

ومن الواضح ان هذا المؤشر الجديد الذي يشكل انجازا لحركتي "فتح" و"حماس" يشكل امتدادا لكل المؤشرات التي سبقته، خاصة تلك الدعوة الرائعة التي جسدها شعبنا تضامنا مع قطاع غزة في صد العدوان الاسرائيلي الاخير واحتفالا وابتهاجا بالانجاز السياسي الذي حققه الرئيس عباس في الامم المتحدة باعتراف الغالبية الساحقة من دول العالم بفلسطين دولة تحت الاحتلال ومنحها صفة مراقب في المنظمة الدولية، وما سبق ذلك وتلاه من اجماع شعبي على ضرورة وضع حد للانقسام.

اليوم، وبعد ان وجهت فلسطين، بشعبها وقواها السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات صفعة جديدة للاحتلال الذي راهن ولا زال يراهن على استمرار الانقسام، فان الاجدر بكل فصائل العمل الوطني والاسلامي، استثمار هذا الزخم الايجابي وهذه الارادة الشعبية، وهذه النوايا الطيبة لدى كل من "فتح" و"حماس" للمضي قدما في تجسيد الوحدة على الارض وتنفيذ كل ما اتفق عليه لرسم معالم اوضح للمرحلة المقبلة والسير باصرار وثبات في مواجهة التحديات الجسام الماثلة امام شعبنا وقضيته، وفي مقدمتها تلك الهجمة الاسرائيلية الشرسة التي تستهدف الكل الفلسطيني ارضا وشعبا وهوية وحقوقا.

ان ما يجب ان يقال هنا ايضا ان شعبنا وقيادته وقواه الوطنية والاسلامية قد بعثوا امس، برسالة واضحة الى اسرائيل من جهة والى المجتمع الدولي من جهة اخرى بأن شعبنا الواحد الموحد يصر على انتزاع حقوقه المشروعة وفي مقدمته حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وان ذريعة الانقسام التي تذرع بها نتانياهو وغيره من قادة اسرائيل ما هي الا ذريعة واهية وان ساحتنا الفلسطينية المؤمنة بالديمقراطية قادرة على احتواء كافة الخلافات في الرأي وليس من حق احد التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني.

بالامس، قالت "فتح" و"حماس" وكل ابناء شعبنا لنتنياهو وليبرمان وكل صقور الليكود الذين دعوا امس، الاول الى ضم الاراضي المحتلة والقضاء على السلطة الوطنية ان شعبنا الواحد الموحد لن يسمح بمصادرة حقه في الحياة والحرية، وهو شعب وفيٌّ لتضحيات ابنائه، لشهدائه وجرحاه واسراه، وعذابات ابنائه، وفيٌّ لثورته التي انطلقت منذ عقود نحو الحرية والاستقلال، ولن تكسر ارادته ممارسات اسرائيل وانتهاكاتها ولا اعتداءات مستوطنيها وان فلسطين ستبقى قوية بوحدتها وتضحيات ابنائها وارادتهم الصلبة مدعومة بدعم ومناصرة كل احرار العالم في مسيرتها العظيمة نحو الحرية والاستقلال.

Email