تضميد جراح السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تجمع آراء المراقبين على وصف المبادرة الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، تجاه المتأثرين بالنزاع السوري، والتي تمثلت في التوجيهات السامية التي أصدرها سموه، لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، بأنها مبادرة تكتسي أبعادا إنسانية مهمة ، وتؤشر بوضوح تام على مدى ما توليه القيادة الرشيدة، من اهتمام منقطع النظير بالمعاناة التي ظلت قطاعات عديدة من الشعب السوري، تكابدها في صبر متصل، وفي خضم تلك الأوضاع، ظلت الآمال تعلو، بأن تلتفت القلوب الحانية، إلى الظروف ذات الطابع المأساوي للعديد من فئات وشرائح المجتمع السوري، لوضع حد لما يكابده العديد من السوريين من هموم كبيرة.

إن التأمل لمغزى المبادرة الكريمة لسمو الأمير المفدى، والتي تمت ترجمتها إلى قرار بإيواء دولة قطر لعدد من العائلات والأرامل، من بين المتضررين من العمليات العسكرية للنظام السوري ضد المدنيين، والتي خلفت واقعا مأساويا مريرا، يجعل المراقبين يعربون باستمرار، عن تقديرهم البالغ وثنائهم اللامحدود، على هذه المبادرة العظيمة، التي تعكس رسوخ المبادئ والمواقف القطرية، تجاه الشعوب الشقيقة ، في مجال تقديم العون الإنساني المطلوب، في حالات الأزمات المختلفة.

لقد شهدت معطيات الواقع السياسي والإنساني في الساحة الإقليمية، من قبل على مواقف أخرى تنصب في ذات المنحى، بادرت بها القيادة الحكيمة في تجاوبها مع قضايا الدول والشعوب العربية الشقيقة. ومما لا شك فيه، فإن دولة قطر قد ظلت دوما تثبت، فعلا لا قولا بأنها مهمومة إلى اقصى درجة، بهموم شعوب المنطقة، وسط واقع راهن تطبعه تحديات كثيرة. في هذا المقام، فإننا نثمن مجددا أهمية المبادرة السامية لسمو أمير البلاد المفدى، وهي بالتأكيد مبادرة قد خففت كثيرا من آلام العائلات السورية المتضررة من المأساة الإنسانية المستمرة، والتي نجمت عن تعنت النظام السوري ورفضه لكل ما تم طرحه مبكرا من حلول سياسية ودبلوماسية. ويحدونا الأمل، أن تشهد قضية الشعب السوري قريبا، الانتصار المأمول لحق الشعب في الحرية والكرامة، وتجاوز كل الظروف الإنسانية المأساوية الراهنة.
 

Email