عام جديد.... وأمل جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بدء احتفالات شعبنا في الوطن والشتات بالذكرى الـ 48 لانطلاق ثورته المعاصرة وقيام الرئيس محمود عباس بإيقاد الشعلة مساء امس، آخر ايام 2012، وبزوغ فجر اليوم الثلاثاء الاول من كانون الثاني 2013 يكون شعبنا قد طوى صفحة عام آخر من عمر مسيرته نحو الحرية والاستقلال، بكل ما حمله ذلك العام من تحديات وما تخلله من إنجازات واستقبل عاما جديدا بنفس الارادة والعزيمة وبنفس الأمل بان يكون هذا العام الجديد عام الانجاز الاكبر، باندحار الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

واذا كان العام الفائت قد حمل في اواخره بشائر تحرر شعبنا واعتراف العالم أجمع بفلسطين دولة تحت الاحتلال بصفة مراقب في المنظمة الدولية، وقبل ذلك فشل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وما جسده شعبنا من وحدة رائعة في التصدي لذلك العدوان والاحتفال بالانجاز السياسي- الدبلوماسي لفلسطين وظهور بوادر انهاء الانقسام المأساوي فقد انطوى العام الفائت ايضا على تحديات جسام لشعبنا وقضيته وفي مقدمتها اصرار اسرائيل على الامعان في التنكر لحقوق شعبنا المشروعة عبر تكثيف وتوسيع الاستيطان في القدس ومحيطها وباقي انحاء الضفة الغربية وعبر تصعيد ممارساتها من حملات دهم واعتقال وشن عدوان شرس جديد على قطاع غزة وحمايتها ورعايتها للمستوطنين الذين شنوا ولا زالوا سلسلة من الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين العزل من ابناء شعبنا، مما اوصل عملية السلام الى طريق مسدود.

واليوم ونحن في اول يوم من ايام العام الميلادي الجديد، فان شعبنا لازال يتطلع بأمل الى احلال السلام العادل والدائم على اساس قرارات الشرعية الدولية، ويتطلع الى نصرة كل احرار العالم من اجل انهاء هذا الاحتلال البغيض وتمكين شعبنا من تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.

واذا كانت احتفالات شعبنا في مختلف انحاء تواجده في الوطن والشتات تحمل اكثر من رسالة ومغزى فان الرسالة المركزية للمجتمع الدولي وللاحتلال الاسرائيلي هي ان شعبنا لا زال وفيا لتضحيات شهدائه وأسراه وأن إرادته لا زالت عصية على الكسر او التركيع وستبقى فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس هي البوصلة وهي الهدف الذي يلتفت حوله أبناء شعبنا مدعوما بارادة المجتمع الدولي وشرعيته وان نضال هذا الشعب لن يتوقف الا بتحقيق اهدافه المشروعة.

اليوم يقول شعبنا للاحتلال الاسرائيلي، انه شعب موحد خرج بنسائه وأطفاله وشيوخه وكل قواه السياسية لإحياء ذكرى انطلاقة ثورته، تلك الثورة التي جعلت فلسطين رقما صعبا في معادلتي الحرب والسلام في الشرق الاوسط فلا سلام بدون فلسطين الحرة المستقلة ولا يمكن لأي حرب او عدوان او قوة عسكرية ان تهزم ارادة هذا الشعب او تنال من صموده رغم كل التحديات ورغم ابشع صور القهر والظم التي مارسها ولا زال الاحتلال الاسرائيلي.

واذا كان شعبنا جزءا لا يتجزأ من هذه الامة العربية العظيمة واذا كانت انطلاقة ثورته المعاصرة تنطوي ايضا على بلورة شخصيته الوطنية ورفض كل اشكال الوصاية والعبثية فان شعبنا اليوم موحد في رفضه لان تكون قضيته موضع تجاذب دولي او اقليمي او ان تستغل فلسطين لاهداف لا صلة له بمصالح وحقوق أهلها.

ومما لا شك فيه ان العام الجديد يحمل من التحديات الجسام، ما يشكل امتدادا للتحدي الرئيسي المتمثل بالاحتلال الرافض للجلاء عن الاراضي الفلسطينية المحتلة والرافض لجهود السلام، وبالتالي فان المهمة الرئيسية لشعبنا بأسره وبكل قواه السياسية تتمثل اليوم في التصدي لما يفرضه هذا الاحتلال غير المشروع من التحديات، مستندين الى الانجازات المتراكمة لشعبنا في تصديه لمخططات العدوان من جهة وفي تحقيقه انجازات سياسية على الساحة الدولية ليشكل كل ذلك رافعة جديدة نحو الانجاز الأكبر.... نحو فلسطين الحرة المستقلة.

وبهذه المناسبة تتقدم ے بالتهاني الى ابناء شعبنا في كافة اماكن تواجدهم وتؤكد ونحن نستذكر اليوم شهداء شعبنا على طريق الحرية والاستقلال وجرحاه وأسراه ان فجر الحرية سيبزغ لامحالة وكلنا ثقة ان شعبنا الصامد المرابط سيحقق اهدافه طال الزمن ام قصر. وكل عام وأنتم بخير.

Email