مطلوب دفعة للعلاقات المصرية ـ العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لاشك فيه أن ملف العلاقات المصرية العربية بحاجة ملحة لمراجعة شاملة الآن وليس غدا‏,‏ فلم يعد خافيا أن هناك بعض التوتر في العلاقات مع بعض العواصم العربية‏,‏ وخاصة بمنطقة الخليج‏.

 وقد ألقت هذه التوترات المكتومة والتي تطفو علي السطح في بعض الاحيان, بظلالها علي أوضاع العمالة المصرية, بل وبحقوق هؤلاء المواطنين الذي يجدون أنفسهم عرضة للترحيل أو الفصل أو الاتهام والحرمان من حقوقهم القانونية, ويدرك الكثيرون أن هؤلاء أحيانا كثيرة يكونون ضحايا للتجاذبات السياسية, بل وحملات الشحن والتحريض التي لا علاقة للمواطنين العاديين بها سواء من قريب أو بعيد, وهناك لايمكن لأي متابع منصف سوي أن يطالب بتوثيق التنسيق المصري السعودي, وذلك نظرا لاهمية الدولتين في قيادة العالم العربي في هذه المرحلة الدقيقة.

.. ولقد بات واضحا وبشدة ضرورة أن تلتقي الرؤوس الكبيرة علي مستوي قادة الدول للتخفيف من الخلافات السياسية, ومن الحرب الباردة العربية ـ العربية ـ وعلي الجميع أن يدرك أن الشعوب تراقب, ولاترضي بأن تدفع ثمن نزاعات ليست طرفا فيها.

.. أما بالنسبة لعلاقات مصر مع دول الربيع مثل تونس وليبيا فلابد من تعزيز هذه العلاقات, وإحداث نقلة نوعية علي مستوي حل المشاكل الاقتصادية, والتكامل والمشروعات المشتركة العملاقة, وبعيدا عن هذه الدول فان مصر عليها أن تقفز بعلاقاتها مع السودان العميق الاستراتيجي, كما أن عليها أن ترتب لترتيبات وثيقة مع كل من فلسطين والاردن, وأن تستعيد مصر وجودها القوي بالعراق, نظرا لأن بغداد بحاجة لمصر, كما أن القاهرة تحتاج إلي بغداد.

ويبقي أن الشعوب العربية تتطلع لتجاوز ممارسات الماضي, وأن تتغلب لغة المصالح المشتركة علي الخلافات العارضة والمؤقتة, نظرا لأن مصر لايمكن أن تتخلي عن أمتها العربية أبدا.


 

Email